منهم قال ذاك أويس القرني قالوا (1) وما أويس القرني قال أشهل ذو صهوبة بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة آدم شديد الأدمة ضارب بذقنه إلى صدره رام ببصره موضع سجوده واضع يمينه على شماله يتلوا القرآن يبكي على نفسه ذو طمرين لا يؤبه له متزر بإزار صوف ورداء تحت منكبه لمعه بيضاء ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد ادخلوا الجنة ويقال لأويس قف لتشفع فيشفعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر يا عمر ويا علي إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما يغفر الله لكما [* * * *] قال فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه فلما كان في آخر سنة قبض فيها عمر في ذلك العام صعد على أبي قبيس (2) فنادى بأعلى صوته يا أهل الحجيج من أهل اليمن أفيكم أويس القرني فقال شيخ طويل كبير طويل اللحية فقال إنا لا ندري ما أويس ولكن ابن أخ لي يقال له (3) أويس وهو أخمل ذكرا وأقل مالا وأهون أمرا فينا نرفعه إليك وإنه ليرعى إبلنا حقيرا بين أظهرنا فعمى (4) عليه عمر كأنه لا يريده فقال ابن أخيك هذا بحرمنا هو قال نعم قال وأين يصاب قال بأراك عرفات قال فركب عمر وعلي سراعا إلى (3) عرفات فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة والإبل حوله ترعى فشدا حماريهما ثم أقبلا إليه فقالا السلام عليك ورحمة الله فخفف أويس الصلاة ثم قال السلام عليكما ورحمة الله وبركاته قالا من الرجل قال راعي إبل وأجير لقوم قالا لسنا نسألك عن الرعاية ولا عن الإجارة قالا ما اسمك قال عبد الله قالا قد علمنا أن أهل السماوات (5) والله كلهم عبيد الله فما اسمك الذي سمتك أمك قال يا هذان ما تريدان إلى هذا قالا وصف لنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أويس القرني فقد عرفنا الصهوبة والشهولة وأخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا فإن كانت بك فأنت هو فأوضح منكبة فإذا اللمعة فابتدراه يقبلانه وقالا نشهد أنك أويس القرني فاستغفر لنا يغفر الله لك قال ما أخص باستغفاري نفسي ولا أحدا من ولد آدم ولكنه في البر والبحر في المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات يا هذان قد شهر الله لكما حالي وعرفكما أمري فمن
(٤٢٤)