تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٣٤٥
بها براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم يفتر عن مثل حب الغمام قال الحسن فكتمتها الحسين (1) زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سالف (2) عنه ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئا قال الحسين فسألت أبي عن دخول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال كان دخوله لنفسه مأذون له فيه فكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء جزء لله تبارك وتعالى وجزأ لنفسه وجزأ لأهله ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة ولا يدخر (3) عنهم شيئا فكان من سيرته عليه الصلاة والسلام في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألتهم (4) عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول ليبلغ الشاهد الغائب وأبلغوا (5) حاجة من لا يستطيع إبلاغها فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله تعالى قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده (6) إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره يدخلون روادا (7) ولا يفترقون (8) إلا عن ذواق ويخرجون أدلة يعني على الخير (9) قال وسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخزن لسانه إلا مما يعنيه (10) ويؤلفهم ولا ينفرهم ويكرم

(1) يعني الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، أخاه.
(2) كذا بالأصل وخع، وفي دلائل البيهقي: " سألته " وفي المطبوعة: سلف.
(3) كذا بالأصل وخع بالدال المهملة، وفي رواية: " يذخر " بالذال المعجمة انظر الدلائل للبيهقي 1 / 288.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي البيهقي: مسألته.
(5) كذا وردت بهذه الرواية هنا بالأصل وخع، ومرت برواية: وأبلغوني.
(6) عن خع وبالأصل: هذه.
(7) بالأصل وخع: " زواد " والمثبت عن رواية سابقة.
(8) في خع: يفترون.
(9) بعدها بالأصل وخع: وسألته.
(10) في خع: يغنيه.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480