تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٣٤١
كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من (1) غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهنه (2) معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده (3) عتاد لا يقصر عن الحق ولا يجاوز إلى غيره الذين يلونه من الناس خيارهم وأفضلهم عنده (4) أعمهم لنصحه (5) وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة فسألته عن مجلسه عما كان يصنع فيه قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يجلس (4) ولا يقوم إلا على ذكر ولا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها وإذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي المجلس ويأمر بذلك ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه لحاجة صاوبه (6) حتى يكون هو المنصرف عنه من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس بسطه (7) وخلقه فصار لهم أبا وصاروا له عنده في الحق متقاربين يتفاصلون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويرفدون ذا (8) الحاجة ويرحمون الغريب فسألته عن سيرته في جلسائه فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح (9) ولا يتغافل عما لا يشتهي ولا

(1) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن الدلائل.
(2) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل: " ويوهيه " وبهامشها عن نسخة: ويوهنه.
(3) زيادة عن الدلائل، وفي خع: عندهم.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي الدلائل: نصيحة.
(5) بالأصل وخع " لا يلبس " تحريف، والمثبت عن الدلائل.
(6) الأصل وخع، وفي الدلائل: صابره.
(7) عن خع والدلائل، وبالأصل " سبطه ".
(8) بالأصل وخع: " ذو " والمثبت عن الدلائل.
(9) الأصل وخع، وفي الدلائل: بمزاج.
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480