تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٣٤٠
فضرب بإبهامه اليمنى باطن راحته اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام قال فكتمتها الحسين بن علي زمانا ثم حدثته بها فوجدته قد سبقني إليه وسأل (1) أباه عن مدخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومخرجه ومجلسه وشكله فلم يدع منه شيئا قال الحسين سألت أبي عليه السلام عن (2) دخول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال (3) كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك فكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء جزأ لله تبارك وتعالى وجزأ لنفسه وجزأ لأهله ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة بالخاصة لا يدخر (4) عنهم شيئا فكان من سيرته من جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين منهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج يتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم (5) والأمة من مسألته عنهم ويقول ليبلغ الشاهد الغائب (6) وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته ممن فاته من أبلغ سلطانا (7) حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله تعالى قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره يدخلون روادا ولا يتفرقون إلا عن ذواق ويخرجون (8) أدلة يعني فقهاء قلت أخبرني عن مخرجه كيف كان يصنع فيه قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخزن لسانه إلا مما يعنيهم (9) ويؤلفهم ولا يفرقهم يكرم

(١) بالأصل وخع: " وأسأل ".
(٢) بالأصل وخع " على " والصواب عن الدلائل ١ / ٢٨٨.
(٣) بالأصل وخع: " قال " والمثبت عن الدلائل.
(٤) كذا بالأصل وخع، وفي رواية: " لا يذخر عنهم " وفي رواية: ولا يذخره.
(٥) في الأصل: " أضلهم " وفي خع: " أضعهم " والمثبت عن الدلائل والمختصر.
(٦) من حديث أخرجه البخاري في كتاب العلم فتح الباري ١ / 159 ومسلم في كتاب الحج (ح: 446).
(7) بالأصل " سلطان " والصواب عن خع.
(8) بالأصل وخع: " ولا يخرجون أنالة " والصواب عن البيهقي.
(9) بالأصل: " يعيهم " وفي خع: " يغنيهم " والمثبت عن الدلائل.
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480