تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٣٥٠
ولا يفترقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة (1) قال وسألته عن مخرجه كيف كان يصنع عليه الصلاة والسلام قال كان يخزن لسانه إلا مما يعنيه وكان يؤلفهم ولا ينفرهم يكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه يتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقويه (2) ويقبح القبيح ويوهنه معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لا يقصر عن الحق ولا يجوزه (3) الذين يلونه (4) من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة (5) وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة فسألته عن مجلسه فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله تبارك وتعالى لا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها (6) فإذا انتهى إلى قوم جلس به حيث انتهى به إلى المجلس ويأمر بذلك يعطي كل جلسائه نصيبه لا يحسب أحد جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه جالسه أو قادمه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ومن سأله حاجته لم يرجع إلا بها أو بميسور (7) من القول قد وسع الناس منه خلقهم (8) فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حكم وصبر وأمانة لا يرفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم ولا تنثى فلتأته متعادلين يتواصون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون الصغير ويحفظون القريب ويؤثرون ذا (9) الحاجة

(1) عن خع، وبالأصل " أذلة " تحريف، وبعدها فيه: فسألته.
(2) سقطت من الأصل وخع، واستدركت عما سبق من روايات.
(3) بالأصل وخع " يحوزه " والمثبت عما سبق، وفي رواية: يجاوزه.
(4) بالأصل وخع: " يكون " والمثبت عن البيهقي.
(5) بالأصل وخع: " بصحبته " والمثبت عن البيهقي.
(6) بالأصل وخع: إطانها " والمثبت عن البيهقي.
(7) بالأصل وخع " بميسر " والمثبت عن البيهقي.
(8) الأصل وخع، وفي البيهقي: بسطه وخلقه.
(9) بالأصل وخع " ذو " خطأ، والصواب " ذا " انظر دلائل البيهقي.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست