تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٣٤٦
كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقويه (1) ويقبح (2) القبيح ويوهنه معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل (3) مخافة أن يغفلوا ويملوا لكل حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة وأعظمهم عنده أحسنهم مواساة وموازرة قال وسألته عن مجلسه كيف كان يصنع فيه فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر ولا يوطن الأماكن وينهي عن إيطانها (4) وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي المجلس ويأمر بذلك يعطي كل جلسائه بنصيبه لا يحسب جليسه أن أحدا (5) أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف (6) ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطه (7) وخلقه فصار لهم أبا فصاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حكم (8) وحياء وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا توبن فيه الحرم ولا تنثى فلتأته متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى متواضعين ويوقرون فيه الكبير ويرحمون الصغير ويرفدون ذا الحاجة ويحفظون (9) الغريب قال وسألته عن سيرته في جلسائه فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح يتغافل عما لا يشتهي فلا يؤيس منه ولا يحب (10) فيه قد ترك نفسه من ثلاث المراء والإكثار وما لا يعنيه وترك الناس من

(1) الزيادة عن البيهقي.
(2) في خع: ويفتح.
(3) بالأصل: " يقيل " وفي خع: " يعقل " والمثبت عن البيهقي.
(4) بالأصل وخع: " إطانها " والمثبت عن البيهقي.
(5) بالأصل وخع: " أحد ".
(6) في خع: المتصرف.
(7) بالأصل وخع: بسطة وخلقة.
(8) كذا بالأصل وخع، وفي رواية: " حلم " (البيهقي).
(9) كذا بالأصل وخع والبيهقي والمختصر، وفي رواية: " يحيطون " وفي أخرى: " ويرحمون ".
(10) كذا بالأصل وخع وفي البيهقي: يحبب.
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480