شرح السير الكبير - السرخسي - ج ١ - الصفحة ٢٣٥
302 - وذكر عن محمد بن سيرين قال: استعمل يزيد بن معاوية على جيش، فكره أبو أيوب الأنصاري الخروج معه، ثم ندم ندامة شديدة فغزا معه بعد ذلك، فحضر (1)، فأتاه يزيد بن معاوية يعوده فقال: ألك حاجة؟ قال: نعم. إذا أنا مت فاغسلوني وكفنوني ثم احملوني حتى تأتوا بلاد العدو ما لم يشق على المسلمين، ثم تأمرهم فيدفنوني.
وهذا أيضا ليس من الواجب ولكنه شئ أحبه إما ليكون أقرب في نحر العدو فينال ثواب من مات مرابطا أو ليكون أبعد عن الشهرة بكثرة الزيارة.
فقد قال عليه السلام: " لا تتخذوا قبري بعدي معبدا (2) ". وقال: " قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
وذكر في المغازي أنهم فعلوا ذلك به ودفنوه ليلا، فصعد من قبره نور إلى السماء، ورأى ذلك من كان بالقرب من ذلك الموضع من المشركين.
فجاء رسولهم من الغد فقال: من كان هذا الميت فيكم؟ قالوا: صاحب لنبينا.
فأسلموا لما رأوا (3).
303 - وذكر عن ابن أبي مليكة قال: مات عبد الرحمن ابن أبي بكر بالحبشى (4) فنقل منه ودفن بمكة. فجاءت عائشة رضي الله عنها حاجة أو معتمرة فزارت قبره وقالت:

(1) في هامش ق " حضره الموت واحتضره أشرف عليه وهو في النزع فهو محضور ومحتضر بالفتح. مصباح ".
(2) ه‍، ق " عيدا " وفى هامش ق " معبدا. نسخة ".
(3) في ه‍ زيادة " وذكر أنه لما بلغوا به إلى أرض الحرب قالوا للمسلمين: لم يبق في دارنا لا بيعة ولا كنيسة إلا أخربتموها فما حملكم على دفن ميتكم ها هنا؟ ".
(4) ط، ه‍ " بالحبشة " وهو خطأ، ب " بحبشة " خطأ أيضا أثبتنا رواية ق. وفى هامش ق ما يلي: " وفى حديث عبد الرحمن بن أبي بكر أنه مات بالحبشى هو بضم الحاء وسكون الباء وكسر الشين بالتشديد موضع قريب من مكة. وقال الجوهري: هو جبل بأسفل مكة. نهاية "
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»