حدثنا أبو إسحاق الهجيمي، حدثنا محمد بن القاسم أبو العيناء قال: قال لي إسماعيل بن بريهة عن بعض أهله عن الربيع الحاجب قال: لما مات المنصور قال لي المهدى: يا ربيع قم بنا حتى ندور في خزائن أمير المؤمنين قال: فدرنا فوقفنا على بيت فيه أربعمائة حب مطينة الرؤوس، قال: قلنا ما هذه؟ قيل هذه فيها أكباد مملحة أعدها المنصور للحصار.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، وعلي بن محمد بن عبد الواحد البلدي، ومحمد بن الحسين بن محمد الجازري - قال أحمد: أخبرنا وقالا: حدثنا - المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا محمد بن الحسين بن دريد، أخبرنا الحسن بن خضر عن أبيه قال: دخل رجل على المنصور فقال:
أقول له حين واجهته * عليك السلام أبا جعفر فقال له المنصور: وعليك السلام، فقال:
فأنت المهذب من هاشم * وفي الفرع منها الذي يذكر فقال له المنصور: ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
فهذي ثيابي قد أخلقت * وقد عضني زمن منكر فألقى إليه المنصور ثيابه وقال: هذه بدلها.
أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الرياشي عن محمد بن سلام قال: رأت جارية المنصور قميصه مرقوعا، فقالت:
أخليفة وقميصه مرفوع؟! فقال: ويحك أما سمعت ما قال ابن هرمة:
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه * خلق وجيب قميصه مرقوع حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن يزيد المبرد قال: دخل أعرابي على المنصور فكلمه بكلام أعجبه فقال له المنصور: سل حاجتك، قال مالي حاجة يا أمير المؤمنين فأطال الله عمرك، وأنعم على الرعية بدوام النعمة عليك، قال: ويحك سل حاجتك فإنه لا يمكنك الدخول علينا كلما أردت، ولا يمكننا أن نأمر لك كلما دخلت، قال: ولم يا أمير المؤمنين، وأنا لا أستقصر عمرك، ولا أغتنم مالك؟ وإن العرب لتعلم في مشارق الأرض ومغاربها أن مناجاتك شرف، وما لشريف عنك