ومات عبد الرحمن في رجب سنة ثمان وتسعين، وهو ابن ثلاث وستين.
5367 - عبد الرحمن بن أحمد بن عطية، أبو سليمان العنسي الداراني:
من أهل داريا وهي ضيعة إلى جنب دمشق، كان أحد عباد الله الصالحين، ومن الزهاد المتعبدين، ورد بغداد وأقام بها مدة، ثم عاد إلى الشام فأقام بداريا حتى توفى، ولا أحفظ له حديثا مسندا غير حديث واحد، لكن له حكايات كثيرة يرويها عنه أحمد بن أبي الحواري الدمشقي.
أخبرني أبو سعد أحمد بن محمد الماليني - قراءة - قال: سمعت أبا العباس أحمد ابن محمد بن ثابت يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن عمر بن الفضل بن غالب يقول: سمعت أبا الحسن علي بن عيسى بن فيروز الكلوذاني يقول: سمعت أحمد ابن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: سمعت علي بن الحسن ابن أبي الربيع الزاهد يقول: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: سمعت ابن عجلان يذكر عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أنس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى قبل الظهر أربعا، غفر له ذنوبه يومه ذلك ".
قرأت في كتاب أبي الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي أخبرني محمد بن يوسف بن بشر الهروي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن أبي المثنى الموصلي يقول: رأيت أبا سليمان الداراني ببغداد سنة ثلاث ومائتين - أو أربع ومائتين - مخضوب اللحية - له شعيرة - في مسجد عبد الوهاب الخفاف، فقيل له إن عبد الوهاب الخفاف يقول بشئ من القدر، فترك الصلاة في مسجده وذهب إلى مسجد آخر. قال أبو جعفر: وإني أرجو برؤيته خيرا.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان قال: سمعت أبا جعفر يبكي في خطبته يوم الجمعة.
فاستقبلني الغضب وحضرتني نية أن أقوم فأعظه بما أعرف من فعله إذا نزل، وبكائه على المنبر، قال: فتفكرت أن أقوم إلى خليفة فأعظه والناس جلوس يرمقونني بأبصارهم، فيعرض لي فيأمر بي فأقتل على غير تصحيح، فجلست وسكت.