أخبرني البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: أبو أويس صاحب الزهري؟
قال: اسمه عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر، ابن عم مالك بن أنس من أهل المدينة، سماعه مع ذلك عن الزهري، قلت كيف حديثه عن الزهري؟ قال في بعضها شئ.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع أن أبا أويس عبد الله بن عبد الله مات في سنة تسع وستين ومائة.
5118 - عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، عم أبى جعفر المنصور:
ولاه أبو العباس السفاح حرب مروان بن محمد، فسار عبد الله إلى مروان حتى قتله، واستولى على بلاد الشام، ولم يزل أميرا عليها مدة خلافة السفاح فلما ولى المنصور خالف عليه ودعا إلى نفسه، فوجه إليه المنصور أبا مسلم صاحب الدولة فحاربه بنصيبين، فانهزم عبد الله بن علي واختفى، وصار إلى البصرة فأشخصه سليمان بن علي والي البصرة إلى بغداد، فحبسه أبو جعفر المنصور، ولم يزل في حبسه ببغداد حتى وقع عليه البيت الذي حبس فيه فقتله.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، أخبرني أبو العباس المنصوري عن القمي قال: دخل عبد الله بن علي بن عبد الله على هشام بن عبد الملك، فأدنى مجلسه حتى أقعده معه، وأكرم لقاءه، وأظهر بره، ثم قال:
ما أقدمك؟ فذكر له حاجته وما أصابه من خلة الزمان، وخرج بني لهشام بن عبد الملك صغير معه قوس ونشاب وهو يلعب كما تلعب الصبيان، فجعل الصبي يأخذ السهم فيرمى به عبد الله بن علي، حتى فعل ذلك مرات، قال: وعبد الله بن علي ينظر إليه، ثم قام عبد الله فخرج، وذلك بعين مسلمة بن عبد الملك، فقال مسلمة يا أمير المؤمنين أما رأيت ما صنع الصبي؟ والله لا يكون قتله وقتل رجال أهل بيته إلا على يديه، فقال هشام: لا تقل هذا فإنك لا تزال تأتينا بشئ لا نعرفه، قال: هو والله ذاك، وما أقول لك، قال: فوالله ما مضت الأيام والليالي، حتى ورد عبد الله واليا على الشام من قبل أبي العباس، فقتل ثلاثة وثمانين رجلا من بني أمية، فأني بالصبي فيمن أتى به. فقال: أنت صاحب القوس، فقدم فضربت عنقه.