فقلت له: حديث طلاق الأخرس ممن سمعته؟ فقال: حدثنيه رجل من أهل خراسان عن ابن المبارك. قال: فقلت له فقد حدثت به مرة عن مغيرة، ومرة عن سفيان عن مغيرة، ومرة عن رجل عن ابن المبارك عن سفيان عن مغيرة، ولست أراك تقف على شئ، فمن الرجل؟ قال: رجل كان جاءنا من أصحاب الحديث. قال: فوثبوا بي وقالوا: ألم نقل لك إنما جاء ليفسد عليك حديثك؟ قال: فوثب بي البغداديون، قال:
وتعصب لي قوم من أهل الري حتى كان بينهم شر شديد.
قال عبد الرحمن: فقلت لعثمان بن أبي شيبة: حديث طلاق الأخرس عمن هو عندك؟ قال: عن جرير عن مغيرة قوله. قال عبد الرحمن: وكان عثمان يقول لأصحابنا: إنما كتبنا عن جرير من كتبه، فأتيته فقلت: يا أبا الحسن كتبتم عن جرير من كتبه؟ قال فمن أين؟ قال: وجعل يروغ. قال: قلت: من أصوله أو من نسخ؟
قال: فجعل يحيد ويقول من كتب. فقلت: نعم، كتبتم على الأمانة من النسخ؟ فقال:
كان أمره على الصدق، وإنما حدثنا أصحابنا أن جريرا قال لهم حين قدموا عليه - وكانت كتبه تلفت -: هذه نسخ أحدث بها على الأمانة، ولست أدري، لعل لفظا يخالف لفظا. وإنما هي على الأمانة.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد الغازي قال أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: جرير بن عبد الحميد الضبي كان من أهل الكوفة، نزل الري صدوق.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا إدريس بن عبد الكريم قال سمعت إسحاق بن إسماعيل.
وأخبرني محمد بن الحسين القطان أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت ابن حميد قالا: ومات جرير في سنة ثمان وثمانين، زاد إسحاق ومائة.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قال: سنة ثمان وثمانين ومائة، فيها مات جرير بن عبد الحميد، وبلغني أنه مات في شهر ربيع الآخر.
قلت: وبالري كانت وفاته.