يقول: ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، أبو عبد الله، طلب العلم وجالس الناس، ورحل في الحديث ومهر فيه وأبصر، وكان حسن المعرفة، حسن الحفظ، وكان يتفقه.
حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قال حدثني محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني قال أخبرني أحمد بن علي الفارسي قال أنبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال سمعت جدي محمد بن يوسف بن مطر الفربري يقول حدثنا أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق النحوي. قال: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب. قال: وكم اتى عليك إذ ذاك؟ قال: عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت اختلف إلى الداخلي وغيره، وقال يوما: فيها كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم. فقلت له يا أبا فلان إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم. فانتهرني. فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك، فدخل ونظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت هو الزبير بن عدي بن إبراهيم. فأخذ القلم مني وأحكم كتابه فقال صدقت. فقال له بعض أصحابه ابن كم كنت إذ رددت عليه؟ فقال ابن إحدى عشرة، فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك ووكيع، وعرفت كلام هؤلاء ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة، فلما حججت رجع أخي بها. وتخلفت في طلب الحديث، فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف فضائل الصحابة والتابعين وأقاويلهم، وذلك أيام عبيد الله بن موسى، وصنفت " كتاب التاريخ " إذ ذاك عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة.
وقال: قل اسم في " التاريخ " إلا وله عندي قصة، إلا أنى كرهت تطويل الكتاب.
أخبرني محمد بن علي بن أحمد المقرئ قال أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الجرجاني في كتابه إلى. وحدثني عنه أبو عمر البختري قال نا خلف بن محمد بن إسماعيل قال نا محمد بن يوسف قال نا محمد بن أبي حاتم وراق البخاري. قال: سمعت البخاري يقول: لو نشر بعض أستاذي هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت كتاب " التاريخ " ولا عرفوه. ثم قال: صنفته ثلاث مرات.