قال الشيخ أبو بكر: وهذان الحديثان بهذين الإسنادين باطلان. على أنا لا نعلم أن محمد بن أيوب روى عن هوذة بن خليفة شيئا قط، ولا سمع منه، لأن هوذة مات في سنة ست عشرة ومائتين، وطلب محمد بن أيوب الحديث في سنة عشرين ومائتين.
أخبرنا علي بن أبي على المعدل وأحمد بن أبي جعفر القطيعي. قالا نبأنا الحسين ابن محمد بن إسحاق السوطي قال نبأنا أبو الحسين محمد بن إسماعيل بن هارون الرازي قال نبأنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي قال نبأنا أبو نعيم قال نبأنا الأعمش عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله: " إنما الأمل رحمة من الله لأمتي، لولا الأمل ما أرضعت أم ولدا، ولا غرس غارس شجرا ".
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال نبأنا الحسين بن محمد السوطي قال نبأنا محمد ابن إسماعيل الرازي قال نبأنا أبو حاتم محمد بن إدريس قال نبأنا أبو نعيم قال نبأنا الأعمش عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تظاهرت عليه النعم فليكثر الحمد لله، ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ".
وبإسناده عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما نزعت الرحمة إلا من شقي ".
قال الشيخ أبو بكر: وهذه الأحاديث الثلاثة بهذا الإسناد باطلة، لا أعلم جاء بها إلا محمد بن إسماعيل الرازي.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة السهمي يقول سمعت أبا محمد ابن غلام الزهري يقول محمد: بن إسماعيل بن موسى الرازي المكتب ضعيف.
أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب قال أنبأنا أبو نصر محمد بن أبي بكر الإسماعيلي قال سمعت محمد بن إسماعيل المكتب ببغداد يقول ولدت في شهر رمضان لليلتين خلتا من سنة سبع وستين ومائتين، وأحضرني أبي مجلس أبي حاتم الحنظلي، وأنا إذ ذاك ابن خمس سنين، وكنت أنعس، فقال لي والدي: انظر إلى الشيخ فإنك تحكيه غدا. فرأيته وسمعني أبى وكتب لي بخطه، وسمعت منه بعد ذاك بسنين إلى سنة أربع وسبعين ومائتين. وفيها توفى أبو حاتم.