قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٤٣٩
وأن بعضهم روى ذمه كابن أبي يعفور كما في الخبر الأول فيه، وكحماد بن عثمان كما في العاشر، وكهشام بن سالم والبقباق كما في الخبر السادس منه بناء على إرادته، وكشعيب العقرقوفي كما في الثامن والتاسع على ما عرفت.
كما أن قوله: " وعندي أن الطعن إنما وقع على دينه لا على حديثه وهو عندي ثقة " أراد به الجمع بين ما نقله الكشي عن بعضهم من كونه " أحد ستة أجمعت العصابة على صحة حديثهم " وبين ما ورد من قوله: إن عدم إذن الصادق (عليه السلام) له لعدم طبق معه، وأنه لو قدر على الدنيا لاستأثر بها، ودخوله جنبا عليه (عليه السلام) ومزاحه مع الأجنبية، وقوله بعدم بلوغ علم الكاظم (عليه السلام) الكمال.
ولكن الحق ترجيح أخبار مدحه، ففيها خبران صحيحان الثاني مما فيه والأول مما نقل من أخباره في زرارة، ويكون حال أخبار الجرح فيه حال أخبار الجرح في رفقائه: زرارة ومحمد بن مسلم وبريد العجلي، فلم يسلم أحد منهم من الطعن.
بل زرارة الذي كان أفقه الكل وأنبه الجميع ورد فيه أنه كان معادلا لأبي حنيفة وشرا من اليهود.
وورد في هشام بن الحكم الذي هو أكبر متكلمي الشيعة أنه زنديق ضال مضل! وأنه كان شريكا في دم الكاظم (عليه السلام).
وكذا ورد في يونس بن عبد الرحمن والفضل بن شاذان الجليلين قدح عظيم.
وأي جليل سلم من قدح الناس؟ قال الجاحظ يستدل على نباهة الرجل بتباين الناس فيه: ألا ترى أن عليا (رضي الله عنه) قال: " يهلك في فئتان محب مفرط ومبغض مفرط " وهذه صفة أنبه الناس وأبعدهم غاية في مراتب الدين وشرف الدنيا (1).
والأجلاء يعاندهم مخالفوهم ويحسدهم مؤالفوهم، روى الكشي في بريد أن

(1) كتاب الحيوان: 2 / 90.
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»
الفهرست