قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٤٤٠
الصادق (عليه السلام) قال: زرارة ومحمد بن مسلم وبريد والأحول أحب الناس إلي أحياء وأمواتا، ولكن الناس يكثرون علي فيهم فلا أجد بدا من متابعتهم (1).
وروى في هشام بن الحكم عن الرضا (عليه السلام): أن هشاما كان عبدا ناصحا أوذي من قبل أصحابه حسدا منهم له (2).
وقد عرفت من خبر رواه في زرارة بكاء الصادق (عليه السلام) من ذكر أقوام لأبي بصير ورفقائه بالسوء، وهذه قاعدة جارية في جميع الناس واختصت الشيعة زيادة على ذلك بتقية أئمتهم (عليهم السلام) من مخالفيهم - وروى الكشي في " زرارة " أن الصادق (عليه السلام) قال لابن زرارة: اقرأ مني على والدك السلام وقل له: إني إنما أعيبك دفاعا مني عنك، فإن الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه (3) - وبانحراف جمع من شيعتهم، وقد عرفت خبرا رواه الكشي في زرارة من قول جميل: " وكنا نعرف أصحاب أبي الخطاب ببغض هؤلاء " أي بريد وزرارة ومحمد بن مسلم وأبي بصير.
مع أن بعض تلك الأخبار يمكن منع دلالتها على الذم كما في خبر دخوله جنبا، فيمكن أن يكون ذلك لشدة اشتياقه بلقاء إمامه أو ليرى دلالة الإمامة فروى كل ذلك، مع أنه لم يعلم إرادته في غير واحد منها، كما عرفت قبل.
وأما خبرا شعيب العقرقوفي المشتملان على قوله بعدم تكامل علم الكاظم (عليه السلام) فالتحقيق: أن الرواة خبطوا في فهم المراد من أصلهما، ثم نقلوه على فهمهم بلفظ آخر فنقلوا عنه ذاك القول المنكر.
وذلك أن الأصل في مضمونهما ما رواه التهذيب: عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن شعيب قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن رجل تزوج امرأة لها زوج، قال: يفرق بينهما، قلت: فعليه ضرب؟ قال: لا، ما له يضرب. فخرجت من

(1) الكشي: 185.
(2) الكشي: 270.
(3) الكشي: 138.
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»
الفهرست