قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٤٣٥
وخبرا عن الصادق (عليه السلام) في إبصارهما لأبي بصير المكنى بأبي محمد، وقد عرفت أنه " يحيى ".
وأما " ليث " هذا، فلم نقف على من صرح بعماه أو يذكر له قائدا، ولم نقف على خبر تكون إرادته فيه محققة مشتملة على إبصار له.
والخبر الخامس والرابع عشر من الكشي فيه قد عرفت إرادة " يحيى " بهما.
وأما خبره الثالث عشر المشتمل على شغر كلب في وجهه وسؤاله عن جليسه أنه أي شئ كان فلابد أنه كان أعمى، فقد عرفت أنه مطلق وإرادته بعد وقوع الخلط في أخباره وأخبار يحيى وانصراف الإطلاق إليه غير معلومة.
مع أن دلالته غير معلومة فالظاهر سقوط فقرة " فأغفى " منه كما في العاشر، لأنه يبعد عادة شغر الكلب في وجه الجالس بخلاف النائم.
وأما استدلال بعضهم عليه بقوله في التاسع: " فضرب بيده على صدره يحكها " بأن الحك غالبا يقع عن المكفوفين فهو كما ترى، مع أنك قد عرفت أيضا عدم معلومية إرادته.
وأوضح خبر في عماه خبر الكشي في زرارة من قوله (عليه السلام): " وهذا المرادي بين يدي وقد أريته - وهو أعمى - بين السماء والأرض " ولكن عرفت طعن الكشي في سنده ومتنه، مع أن المفهوم من سوق العبارة كونه غير " ليث " بل رجلا من عشيرة زرارة حيث فرع على شكه دعاءه (عليه السلام) على آل أعين.
وأما ما ادعاه القهبائي من كون " أبي بصير " كنية كل ضرير فلم يعلم كليته، فإنك وإن عرفت في أول الكتاب في " أبي بصير التابعي " الذي صار أعمى من مسح مسيلمة له تكنيته بأبي بصير قلبا - وقال الجاحظ في حيوانه في وجه تسمية الغراب بالبين: " بأنهم كنوا عن الطير الأعمى بالبصير، وبها اكتنى الأعشى بعد أن عمي " (1) - إلا أنه أعم.

(1) دلائل الإمامة: 1 / 134.
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»
الفهرست