قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٢٥١
وصخر أكثرت، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يستنشدها فيعجبه شعرها، وكانت تنشده وهو يقول: هيه يا خناس ويومئ بيده، وحضرت القادسية مع بنيها الأربعة، فقالت لهم:
" فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وحللت نارا على أرواقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها، تظفروا بالمغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة " فقاتلوا حتى قتلوا فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.
ومما أجادت فيه كمال الإجادة قولها في أخيها صخر:
وإن صخرا لتأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار وفي شعراء ابن قتيبة: أنشدت خنساء النابغة - وكان يضرب له قبة حمراء بسوق عكاظ وتأتيه الشعراء فتنشده أشعارها - فقال لها: ما رأيت ذات مثانة أشعر منك! قالت: ولا ذا خصيتين (1).
وفيه: دخلت على عائشة وعليها صدار من شعر فقالت لها: ما هذا؟ فو الله لقد مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم ألبس عليه صدارا، فقالت: إن أبي زوجني سيدا من سادات قومي متلافا معطافا، فأنفذ ماله فقال لي: إلى أين يا خنساء؟ فقلت: إلى أخي صخر، فأتيناه فقاسمنا ماله وأعطانا خير النصفين، فأقبل زوجي يهب ويعطي ويحمل حتى أنفده، ثم قال: إلى أين يا خنساء؟ قلت: إلى أخي صخر، فأتيناه فقاسمنا ماله وأعطانا خير النصفين إلى الثالثة، فقالت له امرأته: أما ترضى أن تقاسمهم مالك حتى تعطيهم خير النصفين؟ فقال:
والله! لا أمنحها شرارها * ولو هلكت قددت خمارها واتخذت من شعرها صدارها فذلك الذي دعاني إلى لبس الصدار 2.

(1) و (2) الشعر والشعراء: 197 - 200.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست