قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٢٥٤
فإنهن إذا اجتمعن قلن وقلن.
[102] دارمية الحجونية في بلاغات نساء " ابن أبي طاهر البغدادي ": حج معاوية سنة وسأل عن دارمية - وكانت امرأة سوداء كثيرة اللحم - فجيء بها إليه، فقال لها: كيف حالك يا ابنة حام؟ قالت: بخير ولست لحام، إنما أنا امرأة من قريش من بني كنانة ثم من بني أبيك، قال: صدقت، هل تعلمين لم بعثت إليك؟ قالت: لا، قال: لأن أسألك لم أحببت عليا وأبغضتني، وواليته وعاديتني؟ قالت: أو تعفيني؟ قال: لا، قالت: فأما إذا أبيت، فإني أحببت عليا على عدله في الرعية وقسمه بالسوية، وأبغضتك على قتالك من هو أولى بالأمر منك وطلبك ما ليس لك. وواليت عليا على ما عقد له النبي (صلى الله عليه وآله) من الولاية، وعلى حبه المساكين وإعظامه لأهل الدين، وعاديتك على سفكك الدماء وشقك العصا، قال: صدقت فلذلك انتفخ بطنك وكبر ثديك وعظمت عجيزتك، قالت: يا هذا ب‍ " هند " والله يضرب المثل، لا أنا - إلى أن قال - فقال: هل رأيت عليا؟ قالت: إي والله! لقد رأيته، قال: كيف رأيته؟ قالت: لم ينفخه الملك ولم تصقله النعمة. قال: فهل سمعت كلامه؟ قالت: نعم كان والله كلامه يجلو القلوب من العمى كما يجلو الزيت صداء الطست. قال: صدقت، هل لك من حاجة؟ قالت:
وتفعل إذا سألت؟ قال: نعم، قالت: تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها، قال: ماذا تصنعين بها؟ قالت: أغذوا بألبانها الصغار وأستحيي بها الكبار وأكتسب بها المكارم وأصلح بها بين عشائر العرب، قال: فان أنا أعطيتك هذا أحل منك محل علي؟ قالت: يا سبحان الله! أو دونه أو دونه؟! فقال: أما والله لو كان عليا ما أعطاك شيئا، قالت: إي والله ولا وبرة واحدة من مال المسلمين يعطيني. ثم أمر لها بما سألت (1).

(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست