قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ١٥٦
أصحابك ومن أخذت عنهم دينك وجعلتهم قدوتك من فضائل " علي بن أبي طالب " فقس عليها ما أتوك به من فضائل أبي بكر، فإن رأيت فضائل أبي بكر تشاكل فضائل علي فقل إنه أفضل منه، لا والله! ولكن قس إلى فضائله ما روى لك من فضائل أبي بكر وعمر فإن وجدت لهما من الفضائل ما لعلي وحده فقل: إنهما أفضل منه، لا والله! ولكن قس إلى فضائله فضائل أبي بكر وعمر وعثمان، فإن وجدتها مثل فضائل علي فقل: إنهم أفضل منه، لا والله! ولكن قس إلى فضائله فضائل العشرة (إلى أن قال) يا إسحاق أي الأعمال أفضل، أليس السبق إلى الإسلام؟ قلت: نعم، قال: اقرأ ذلك في كتاب الله يقول: (والسابقون السابقون أولئك المقربون) إنما عنى من سبق إلى الإسلام، فهل علمت أحدا سبق عليا إلى الإسلام؟ قلت: إن عليا أسلم وهو حديث السن لا يجوز عليه الحكم وأبو بكر أسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم، قال: أخبرني أيهما أسلم قبل ثم أناظرك بعد في الحداثة والكمال؟ قلت: علي أسلم قبل أبي بكر على هذه الشريطة، فقال:
نعم، فأخبرني عن إسلام علي حين أسلم لا يخلو من أن يكون النبي دعاه إلى الإسلام أو يكون إلهاما من الله، فأطرقت.
فقال لي: يا إسحاق! لا تقل إلهاما فتقدمه على النبي (صلى الله عليه وآله) لأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يعرف الإسلام حتى أتاه جبريل عن الله تعالى، قلت: أجل، بل دعاه النبي إلى الإسلام، قال: يا إسحاق، فهل يخلو حين دعاه النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الإسلام من أن يكون دعاه بأمر الله أو تكلف ذلك من نفسه؟ فأطرقت، فقال: لا تنسب يا إسحاق إلى النبي (صلى الله عليه وآله) التكلف فإنه تعالى يقول فيه: (وما أنا من المتكلفين) قلت: أجل، بل دعاه بأمر الله، قال: فهل من صفة الجبار جل ذكره أن يكلف رسوله دعاء من لا يجوز عليه حكم؟ قلت: أعوذ بالله، فقال: أفتراه في قياس قولك يا إسحاق: " إن عليا أسلم صبيا لا يجوز عليه الحكم " قد كلف النبي (صلى الله عليه وآله) من دعاء الصبيان ما لا يطيقون، فهل يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة فلا يجب عليهم في ارتدادهم شئ ولا يجوز عليهم حكم النبي، أترى هذا جائزا عندك أن تنسبه إلى
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست