قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ١٦١
ابنك عما لا تنزه عنه النبي (صلى الله عليه وآله) ويحكم! لا تجعلوا فقهاءكم أربابكم، أن الله جل ذكره قال في كتابه: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) لم يصلوا لهم ولا صاموا ولا زعموا أنهم أرباب ولكن أمروهم فأطاعوا أمرهم.
يا إسحاق أتروي حديث: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى "؟ قلت: نعم، قد سمعته وسمعت من صححه ومن جحده، قال: فمن أوثق عندك من سمعت منه فصححه أو من جحده؟ قلت: من صححه، قال: فهل يمكن أن يكون الرسول (صلى الله عليه وآله) مزح بهذا القول؟ قلت: أعوذ بالله، قال: أفما تعلم أن هارون كان أخا موسى لأبيه وأمه؟ قلت: بلى، قال: فعلي أخو النبي لأبيه وأمه؟ قلت: لا، قال: أو ليس هارون نبيا وعلي غير نبي؟ قلت: بلى، قال: فهذان الحالان معدومان في علي وقد كانا في هارون، فما معنى قوله: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى؟ " فقلت له: إنما أراد أن يطيب بذلك نفس علي لما قال المنافقون إنه خلفه استثقالا له، قال: " فأراد أن يطيب نفسه بقول لا معنى له " فأطرقت، قال: يا إسحاق، له معنى في كتاب الله بين، قلت: وما هو؟ قال: قوله عز وجل حكاية عن موسى أنه قال لأخيه هارون:
(أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) قلت: إن موسى خلف هارون في قومه وهو حي ومضى إلى ربه، وأن النبي خلف عليا كذلك حين خرج إلى غزاته، قال: كلا ليس كما قلت، أخبرني عن موسى حين خلف هارون هل كان معه حين ذهب إلى ربه أحد من أصحابه أو أحد من بني إسرائيل؟ قلت: لا، قال:
أوليس استخلفه على جماعتهم؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني عن النبي (صلى الله عليه وآله) حين خرج إلى غزاته هل خلف إلا الضعفاء والنساء والصبيان فأنى يكون مثل ذلك! وله عندي تأويل آخر من كتاب الله يدل على استخلافه إياه لا يقدر أحد أن يحتج فيه ولا أعلم أحدا احتج به، وأرجو أن يكون توفيقا من الله، قلت: وما هو؟ قال: قوله عز وجل حين حكى عن موسى قوله: (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا) أي فأنت مني يا علي بمنزلة هارون من موسى وزيري من أهلي وأخي
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست