قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ١٦٧
وهو يشهد أن المأمون كان مستعدا لقبول أئمة لما يوجدوا في عصره، فضلا عن إمام عصره ومن مضى منهم.
ورواه بطريق آخر عن حمزة بن محمد من ولد زيد الشهيد، عن قنبر بن علي ابن شاذان، عن أبيه، عن الفضل، عنه (عليه السلام) وقال: إلا أنه لم يذكر في حديثه أنه كتب ذلك إلى المأمون، وفيه: إن الفطرة من الحنطة مدان، وإن الوضوء اثنتان اسباغ، وإن ذنوب الأنبياء صغائرهم موهوبة (1).
وقال: والأول أصح عندي.
وروى أمالي ابن الشيخ في 10 من أخبار مجلسه الرابع عن يحيى بن أكثم قال: أقدم المأمون دعبل الخزاعي وآمنه على نفسه، فلما مثل بين يديه قال له أنشدني قصيدتك، فجحدها، فقال له: الأمان عليها كما أمنتك على نفسك، فأنشده:
تأسفت جارتي لما رأت زورى * وعدت الحلم ذنبا غير مغتفر (إلى أن قال) قال يحيى: وأنفذني المأمون في حاجة فعدت إليه وقد انتهى دعبل إلى قوله:
لم يبق حي من الأحياء نعلمه * من ذي يمان ولا بكر ولا مضر إلا وهم شركاء في دمائهم * كما تشارك أيسار على جزر قتلا وأسرا وتخويفا ومنهبة * فعل الغزاة بأهل الروم والخزر أرى أمية معذورين إن قتلوا * ولا أرى لبني العباس من عذر إلى أن قال:
اربع بطوس على قبر الزكي بها * إن كنت تربع من دين على وطر هيهات كل امرئ رهن بما كسبت * له يداه فخذ ما شئت أو فذر قال: فضرب المأمون بعمامته الأرض وقال صدقت والله يا دعبل (2).
ونقل كتاب " الغدير " القصة عن الأغاني وأمالي الشيخ وأمالي المفيد وتاريخ

(1) المصدر: 2 / 127.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 1 / 98 - 99.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست