الغضائري، إنكار ذلك وأن مشايخه كانوا يقولون إن محمد بن أورمة لا طعن عليه بالغلو، ويدلنا على ذلك - مضافا إلى ما عرفت - ما روي عنه من الروايات المنافية للقول بالغلو، منها: ما رواه محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن صالح، عن محمد بن أورمة، عن ابن سنان، عن المفضل بن عمر، قال كنت أنا والقاسم شريكي، ونجم بن حطيم، وصالح بن سهل بالمدينة، فتناظرنا في الربوبية، قال: فقال بعضنا لبعض: ما تصنعون بهذا؟ نحن بالقرب منه وليس منا في تقية، قوموا بنا إليه، قال: فقمنا، فوالله ما بلغنا الباب، إلا وقد خرج علينا بلا حذاء ولا رداء، قد قام كل شعرة من رأسه منه، وهو يقول: لا، لا، يا مفضل ويا قاسم ويا نجم، لا، لا، بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعلمون. الروضة: الحديث 303.
ومنها: ما رواه الشيخ الصدوق، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن أورمة، عن إبراهيم بن الحكم بن زهير، عن عبد الله بن جرير العبدي، عن أبي عبد الله عليه السلام، أنه كان يقول: الحمد لله الذي لا يحس، ولا يجس، ولا يمس، ولا يدرك بالحواس الخمس، ولا يقع عليه الوهم، ولا تصفه الألسن، وكل شئ حسته الحواس، أو لمسته الأيدي فهو مخلوق، (الحديث).
التوحيد: باب التوحيد ونفي التشبيه 2، الحديث 29.
ومنها: ما رواه علي بن عيسى الأربلي، قال: روى ابن أورمة، قال: خرجت إلى سر من رأى أيام المتوكل، فدخلت إلى سعيد الحاجب ودفع المتوكل أبا الحسن عليه السلام إليه ليقتله، فقال لي: أتحب أن تنظر إلى إلهك، فقلت:
سبحان الله! إلهي لا تدركه الابصار، (الحديث). كشف الغمة: الجزء 3، في ذكر الامام العاشر، في معجزاته عليه السلام.
نعم قد ورد هنا روايات عنه تكشف عن قوة إيمانه، وحسن عقيدته، ولعل