لا يجتمع مع وفاة الحسن في سنة 224، والله العالم.
وقال الكشي (378) الحسن بن علي بن فضال الكوفي " قال أبو عمرو: قال الفضل بن شاذان: إني كنت في قطيعة الربيع في مسجد الزيتونة أقرأ على مقرئ يقال له: إسماعيل بن عباد فرأيت يوما في المسجد نفرا يتناجون، فقال أحدهم: إن بالجبل رجلا يقال له: ابن فضال أعبد من رأيت أو سمعت به، وإنه ليخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة فيجئ الطير فيقع عليه فما يظن إلا أنه ثوب أو خرقة، وإن الوحش لترعى حوله فما تنفر منه لما أنست به.
وإن عسكر الصعاليك ليجيئون يريدون الغارة أو قتال قوم فإذا رأو شخصه طاروا في الدنيا حيث لا يراهم، ولا يرونه.
قال أبو محمد: فظننت أن هذا الرجل كان في الزمان الأول، فبينما أنا بعد ذلك سنين قاعد في قطيعة الربيع مع أبي إذ جاء شيخ حلو الوجه حسن الشمائل عليه قميص نرسي ورداء نرسي وفي رجله نعل مخضر، فسلم على أبي فقام إليه فرحب به وبجله، فلما أن مضى يريد ابن أبي عمير قلت لشيخي: هذا رجل حسن الشمائل! من هذا الشيخ؟
فقال: الحسن بن علي بن فضال. قلت له: هذا ذاك العابد الفاضل قال:
هو ذاك. قلت: ليس هو ذاك! قال: هو ذاك. قلت: أليس ذاك بالجبل؟ قال: هو ذاك كان يكون بالجبل. قلت: ليس ذاك. قال: ما أقل عقلك من غلام؟ فأخبرته بما سمعته من أولئك القوم فيه، قال: هو ذلك. فكان بعد ذلك يختلف إلى أبي، ثم خرجت إليه بعد ذلك إلى الكوفة فسمعت منه كتاب ابن بكير وغيره من الأحاديث، وكان يحمل كتابه ويجئ إلى حجرتي فيقرأه علي فلما حج سد وسب ختن طاهر بن الحسين، وعظمه الناس لقدره وحاله ومكانه من السلطان، وقد كان وصف له فلم يصر إليه الحسن فأرسل إليه: أحب أن تصير إلي فإنه لا يمكنني