إن هذا الحديث مما ارتجله المبطلون تزلفا لأعداء آل أبي طالب، وعملت الدولة الأموية في نشر أعمالها، وقد كفانا السلف الصالح من أعلامنا مؤنة الاهتمام بتزييفه وتلك مؤلفاتهم تثبت إيمانه بأدلة لا تجحد، وحجج لا تكابر نحيل عليها من أراد الوقوف على الحقيقة (1) من شأن عم رسول الله ومربيه وكافله وحاميه المنادي:
(١) حسبك منها كتاب الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب لمؤلفه الامام شمس الدين أبي علي فخار بن الشريف معد الموسوي وهذا الكتاب طبع في المطبعة العلوية في النجف الأشرف سنة 1351 وعليه تعليقة شريفة للشريف العلامة البحاثة السيد الصادق الحسني الطبطبائي النجفي تصدى في آخرها لذكر المؤلفات في هذا الموضوع ومؤلفيها، فكان مما ذكره كتاب ولدى الأكبر أبي عبد الرؤوف عافاه الله وشافاه، قال الطبطبائي: وشيخ الأبطح أبو طالب للعلامة السيد محمد على آل شرف الدين الموسوي العاملي دام علاه طبع في بغداد سنة 1349 قال وهذا الكتاب خير كتاب الف في هذا الموضوع حلل فيه نفسية شيخ الأبطح وبين ماله من الفضل وكبير القدر في جميع أدوار حياته ويحق ظهر للوجود وحيدا في بابه تأريخيا فلسفيا علميا جيد التبويب والترتيب مفرغا في قالب بديع متين، وأسلوب جذاب، وألفاظ قوية بليغة أثبت ايمان أبي طالب " ع " واسلامه بأدلة قطعت الخصام وبراهين سطعت فأماطت عن وجه الحقيقة ستر الظلام ولذا لم يمض خمسة أشهر من تاريخ طبعة ترجمة في لكنهور (إحدى حواضر الهند الكبرى) العالم الفاضل السيد ظفر مهدي إلى اللغة الهندية (الأوردية) ونشر بتلك اللغة أيضا (أولا) في الجزء 8 و 9 و 10 من المجلد الخامس من مجلة سهيل بمن طبعه ثانيا مستقلا. وتقديرا لجهود مؤلفه الجليل اتيت بكلمتي هذه كما قدر جهوده قبلي جمهور من الأماثل فقد اطلعت على الكتب التي جاءت للمؤلف من الأقطار في اطراء كتابه وهي كثيرة وفيها التفاريظ القيمة من العلماء الاعلام ومن ملوك الاسلام (فمنهم) من آتاه الله من فضله العلم والملك وجمع له بين السلطتين الدينية والزمنية عاهل اليمن الامام يحيى خلد الله ملكه. وأما تقاريظ الصحف في العراق وسوريا ومصر، فقد كانت حافلة بالشكر والثناء والمدح والاطراء كثر الله في رجال العلم والعمل أمثال السيد المؤلف ولا حرم العالم الاسلامي من ثمرات جهوده وجزاه عن جده أبي طالب وعن الحقيقة خير جزاء المحسنين.