أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٣٩
تعظ القوم في أتم خطاب * حكت المصطفى به وحكاها فخشعت الابصار. وبخعت النفوس، ولولا السياسة ضاربة يومئذ بحرانها لردت شوارد الأهواء، وقادت حرون الشهوات، لكنها السياسة توغل في غاياتها لا تلوي على شئ.
ومن وقف على خطبتها في ذلك اليوم (1) عرف ما كان بينها وبين القوم (2) حيث أقامت على ارثها آيات محكمات هن (من) أم الكتاب حججا

(١) السلف من بني علي وفاطمة يروى خطبتها في ذلك اليوم لمن بعده ومن بعده رواها لمن بعده، حتى انتهت إلينا يدا عن يد، فنحن الفاطميين نرويها عن آبائنا وآباؤنا يروونها عن آبائهم، وهكذا كانت الحال في جميع الأجيال إلى زمن الأئمة من أبناء علي وفاطمة ودونكموها في كتاب احتجاج الطبرسي وفي بحار الأنوار وقد أخرجها من اثبات الجمهور واعلامهم أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة وفدك بطرق وأسانيد ينتهي بعضها إلى السيدة زينب بنت علي وفاطمة وبعضها إلى الامام أبي جعفر محمد الباقر، وبعضها إلى عبد الله بن الحسن بن الحسن يرفعونها جميعا إلى الزهراء كما في ص ٨٧ من المجلد الرابع من شرح النهج الحميدي، وأخرجها أيضا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني بالاسناد إلى عروة ابن الزبير عن عائشة ترفعها إلى الزهراء كما في ص ٩٣ من المجلد الرابع من شرح النهج وأخرجها المرزباني أيضا كما في ص ٩٤ من المجلد المذكور بالاسناد إلى أبي الحسين زيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده يبلغ بها فاطمة عليها السلام، ونقل ثمة عن زيد انه قال رأيت مشائخ آل أبي طالب يرونها عن آبائهم ويعلمونها أولادهم.
(٢) ومما كان بينها وبينهم ان قالت لأبي بكر حين منعها ارثها: لئن مت اليوم يا أبا بكر من يرثك؟ قال ولدي وأهلي، قالت: فلم ورثت أنت رسول الله دون ولده وأهله؟ قال: ما فعلت يا بنت رسول الله، قالت: بلى عمدت إلى فدك وكانت صافية لرسول الله فأخذتها منها وعمدت إلى ما انزل الله من السماء فرفعته عنا الحديث أخرجه أبو بكر بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة وفدك (كما في ص ٨٧ من المجلد الرابع من شرح النهج) بسنده إلى مولى أم هاني، وأخرجه الجوهري في كتابه المذكور (كما في ص ٨٢ من المجلد الرابع من شرح النهج) بالاسناد إلى أبي سلمة ان فاطمة لما طلبت ارثها قال أبو بكر: سمعت رسول الله يقول: ان النبي لا يورث ولكني أعول من كان النبي يعوله وأنفق على من كان النبي ينفق عليه، فقالت يا أبا بكر أيرثك بناتك؟ ولا يرث رسول الله بناته؟ فقال: هو ذاك، وأخرج الإمام أحمد بالاسناد إلى أبي سلمة نحوه فراجع ص ١٠ من الجزء الأول من مسنده حيث أورد حديث أبي بكر، واخرج الجوهري في كتاب السقيفة وفدك أيضا (كما في ص ٨١ من المجلد الرابع من شرح النهج) بالاسناد إلى أم هاني بنت أبي طالب:
ان فاطمة قالت لأبي بكر من يرثك إذا مت؟ قال: ولدي وأهلي، قالت: فما لك ترث رسول الله دوننا؟ قال: يا بنت رسول الله ما ورث أبوك شيئا. قالت: بلى سهم الله الذي جعله لنا وصار فيأنا وهو الآن في يدك، فقال لها: سمعت رسول الله يقول انما هي طعمة أطعمناها الله فإذا مت كانت بين المسلمين، وعن أبي الطفيل فيما أخرجه الجوهري مثله، والاخبار في هذا متواترة ولا سيما من طريق العترة الطاهرة وحسبك خطبتها العصماء التي أشرنا إليها في الأصل ولها خطبة أخرى تتعلق بالخلافة أخرجها الجوهري في كتاب السقيفة وفدك (كما في ص ٨٧ من المجلد الرابع من شرح النهج) بالاسناد إلى عبد الله بن الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين قالت: لما اشتد بفاطمة بنت رسول الله الوجع وثقلت في علتها اجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار فقلن لها: كيف أصبحت يا بنت رسول الله؟ قالت أصبحت والله عائفة لدنياكن، قالية لرجالكن، الخطبة. وهي من أبلغ المأثور عن أهل البيت عليهم السلام وقد أخرجها أيضا الإمام أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر في ص ٢٣ من كتابه بلاغات النساء بالاسناد إلى الزهراء وأصحابنا يروونها بالاسناد إلى سويد بن غفلة بن عوسجة الجعفي عن الزهراء، وقد أوردها المجلسي في البحار والطبرسي في الاحتجاج.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»