يقع ابدا، وسنة الله في خلقه نحيل وقوعه إلا في مقام التحدي والتعجيز حيث يكون آية للنبوة، وبرهانا على الاتصال بالله عز سلطانه، ومقام الرجل حيث ساق بقرته إلى حقل فركبها في الطريق لم يكن مقام تحدي واعجاز لتصدر فيه الآيات وخوارق العادات. وكذلك مقام راعي الغنم حين عدا الذئب عليه فلا سبيل إلى القول بامكان صحة هذا الحديث عقلا فان المعجزات وخوارق العادات لا تقع عبثا باجماع العقلاء.
وما أغنى أبا بكر وعمر عن هذه الفضيلة. وليتهما سمعا أبا هريرة يحدث بها ولو فعل على عهدهما لا عذر إلى الله تعالى فيه، ولكنه تذرع بهما إلى اشباع شهرة الاغراب والتخريف في نفسه، ومشى ظلهما إلى ذلك، وهو يعلم أن مكذبيه يمنى بسخط الرأي العام، ويرمي بالخروج على الخليفتين.
* (18 - تأمير أبي بكر على الحج سنة تسع ونداء أبي هريرة ببراءة سنتئذ أخرج الشيخان عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف: ان أبا هريرة أخبره ان أبا بكر الصديق بعثه في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وآله قبل حجة الوداع بسنة يوم النحر في رهط يؤذنون في الناس أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان (1).
وأخرج البخاري عن حميد عن أبي هريرة أيضا قال: بعثني أبو بكر الصديق في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى ان لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان (قال): ثم أردف النبي صلى الله عليه وآله بعلي