الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٥٠
(1 -) الحديث والقراءة.، المفرطة في: الاسراع، والخفية.، بحيث يخفى بعض الكلم.
(2 -) والبعد عن القارئ.
(3 -) ونحو ذلك (1).
- 2 - والضابط: كونه بحيث لا يفهم المقروء.، لعدم تحقق معنى الاخبار والتحديث معه.
فلو اتفق.، قال: (حضرت).، (حدثنا)، و (أخبرنا) (2).
- 3 - وقيل: يجوز، ويعفى عن اليسير من النسخ، ونحوه.، على وجه لا يمنع أصل السماع، وإن منع وقوعه على الوجه الأكمل (3).
ويختلف ذلك.، باختلاف أحوال الناس: في حسن الفهم وعدمه، واندفاعه بالشواغل.، فإن فيهم: من لا يمنعه النسخ ونحوه مطلقا "، ومنهم من يمنعه أدنى عائق.
- 4 - وقد روي عن الحافظ أبي الحسن - الدارقطني (4) -: انه حضر في حداثته مجلس الصفار (5)، وجلس ينسخ جزءا " كان معه، والصفار يملي فقال له بعض الحاضرين: لا يصح سماعك وأنت تنسخ

(١) قال ابن كثير: (هذا هو الواقع في زماننا اليوم: أن يحضر مجلس السماع من يفهم ومن لا يفهم، والبعيد من القارئ، والناعس، والمتحدث، والصبيان الذين لا ينضبط أمرهم - بل، يلعبون غالبا "، ولا يشتغلون بمجرد السماع -.، وكل هؤلاء، قد كان يكتب لهم السماع بحضرة شيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي رحمه الله).، (الباعث الحثيث: ص ص ١١٦).
(٢) وكان أبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغي يقول: (حضرت).، ولا يقول: (حدثنا)، ولا (أخبرنا).، (الباعث الحثيث: ص ١١٥).
وقال الشيخ احمد محمد شاكر: (وأبو بكر الصبغي: أحد أئمة الشافعين بخراسان.، وهو: بكسر الصاد المهملة، وسكون الباء الموحدة، وبالغين المعجمة، ثم ياء النسبة في آخره).، (الباعث الحثيث: ص ١١٥ - الهامش).
(٣) وقال ابن كثير: (وجوزه موسى بن هارون الحافظ وكان ابن المبارك ينسخ وهو يقرأ عليه).، (الباعث الحثيث: ص ١١٥، ١١٦).
(٤) هو علي بن عمر بن أحمد بن مهدي.، أبو الحسن.، المشهور ب‍ (الدارقطني)، نسبة إلى دار القطن ببغداد، أمير المؤمنين في الحديث، صاحب السنن.، توفي سنة ٣٨٥.، (الرسالة المستطرفة: 19).
(5) ينظر: علوم الحديث لابن الصلاح - تحقيق عتر -: ص 145 - 146.، والأعلام للزركلي - ط 3 - 1 / 321.، والصفار هنا هو: إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، البغدادي، العالم بالنحو وغريب اللغة...
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»