اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٥٥٧
فبقي يضحك أبو عبد الله عليه السلام حتى بدت نواجذه.
____________________
وفي الصحاح: ما رمت فلانا، وما رمت من عند فلان بمعنى (1).
" ولا يحلى " بضم ياء المضارعة من باب الافعال من الحلاوة.
وكذلك " ولا يمري " بضم الياء واسكان الميم والياء بعد الراء أفعالا من المرارة، وأصله لا يمر بكسر الميم وتشديد الراء، فأبدلت أخيرة الرائين ياءا وأسكنت الميم تحفظا لصنعة الازدواج والمشاكلة.
قال في القاموس: ما يمر وما يحلي ما يتكلم بمر ولا حلو ولا يفعل مرا ولا حلوا، فان نفيت عنه أن يكون مرا مرة وحلوا أخرى (2).
قلت: ما يمر ولا يحلو يعني تفتح فيهما حرف المضارعة، وبكسر الميم في الأولى وتضم اللام في الثانية.
فاذن معنى الكلام: كلمه أبو الحكم هشام بن الحكم، فأفحمه وتركه بحيث لا يرضى أن يدع المناظرة ويريم ويبرح عنها، ولا يستطيع أن يتكلم بحلو ولا بمر أصلا، فظل مخصوما، مغلوبا متحيرا مبهوتا، فهنالك حصحص الحق فليعلم.
قوله: فبقى اما بالباء الموحدة والقاف المفتوحة من بقاه يبقيه، بمعنى انتظره وترصده وترقبه، أو نظر إليه ورصده ورقبه، ومنه في الحديث " بقينا رسول الله " بفتح القاف أي انتظرناه ورقبناه.
وفي حديث ابن عباس وصلاة الليل " فبقيت كيف يصلي النبي صلى الله عليه وآله " وفي رواية " كراهة أن يرى أني كنت أبقيه " بفتح همزة المتكلم أي أنظر إليه وأرصده قاله ابن الأثير وغيره (3).

(١) الصحاح: ٥ / 1939 2) القاموس: 4 / 319 3) نهاية ابن الأثير: 1 / 147
(٥٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 562 ... » »»
الفهرست