اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٥٥٥
كيف رأيت يا شامي؟ قال رأيته حاذقا ما سألته عن شئ الا أجابني فيه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران سل الشامي فما تركه يكشر.
فقال الشامي: أريد يا أبا عبد الله أناظرك في العربية، فالتفت أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا أبان بن تغلب ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر.
فقال: أريد أن أناظرك في الفقه فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر.
قال: أريد أن أناظرك في الكلام قال: يا مؤمن الطاق ناظره، فناظره فسجل الكلام بينهما ثم تكلم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به.
____________________
قوله: فسجل الكلام النسخ مختلفة بالجيم والحاء المهملة. فبالجيم معناه دار الكلام بينهما مرة لذا ومرة لذاك.
في النهاية الأثيرية: الحرب بيننا سجال، أي مرة لنا ومرة علينا، وأصله أن المستقين بالسجل يكون لكل واحد منهم سجل.
وفي حديث ابن مسعود " افتتح سورة النساء فسجلها " أي قرأها قراءة متصلة من السجل: الصب، يقال: سجلت الماء سجلا إذا صببته صبا متصلا (1).
وبالحاء من السحل بمعنى السيح والجري والانبساط والصب.
في الصحاح وغيره: المسحل بكسر الميم على اسم الآلة اللسان والخطيب وأصل السحل القشر، كأنه قشر جلدة، وسحلت الرياح الأرض تسحلها بالفتح كشطت أدمتها، وباتت السماء تسحل ليلتها أي تصب.
ويقال للخطيب: انسحل بالكلام إذا جرى به، وركب مسحله إذا مضى في

(1) نهاية ابن الأثير: 2 / 344
(٥٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 ... » »»
الفهرست