قال: فلما قال أمير المؤمنين لصعصعة هذه المقالة، قال صعصعة: بلي والله أعدها منة من الله علي وفضلا، قال: فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ان كنت ما علمتك لخفيف المؤنة حسن المعونة، قال، فقال، صعصعة: وأنت والله يا أمير المؤمنين ما علمتك الا بالله عليما وبالمؤمنين رؤفا رحيما.
122 - محمد بن مسعود: قال: حدثني علي بن محمد قال: حدثني محمد ابن أحمد بن يحيى، عن العباس بن معروف، عن أبي محمد الحجال، عن داود ابن أبي يزيد، قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ما كان مع أمير المؤمنين عليه السلام من يعرف حقه الاصعصعة وأصحابه.
123 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو الحسن علي بن علي الخزاعي، قال: حدثنا محمد بن علي بن خالد العطار، قال: حدثني عمرو بن عبد الغفار، عن أبي بكر بن أبي عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عمن شهد ذلك، أن معاوية حين قدم الكوفة دخل عليه رجال من أصحاب علي عليه السلام وكان الحسن عليه السلام قد أخذ الأمان لرجال منهم مسمين بأسمائهم، وأسماء آبائهم، وكان فيهم صعصعة.
فلما دخل عليه صعصعة، قال معاوية لصعصعة: أما والله أني كنت لأبغض أن تدخل في أماني، قال: وأنا والله أبغض أن أسميك بهذا الاسم، ثم سلم عليه بالخلافة.
قال فقال معاوية: ان كنت صادقا فاصعد المنبر فالعن علينا! قال: فصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس أتيتكم من عند رجل قدم شره وأخر خيره وأنه أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه الله فضج أهل المسجد بآمين.
فلما رجع إليه فأخبره بما قال ثم قال: لا والله ما عنيت غيري ارجع حتى تسمية باسمه، فرجع وصعد المنبر، ثم قال: أيها الناس أن أمير المؤمنين أمرني أن ألعن علي بن أبي طالب فالعنوا من لعن علي بن أبي طالب قال: فضجوا بآمين، قال، فلما خبر معاوية قال: لا والله ما عني غيري، أخرجوه لا يساكنني في بلد، فأخرجوه.