اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١٢١
قال، وقال: ان أبا ذر بكى من خشية الله حتى اشتكى عينيه فخافوا عليهما، فقيل له يا أبا ذر لو دعوت الله في عينيك؟ فقال: اني عنهما لمشغول وما عناني أكبر. فقيل له: وما شغلك عنهما؟ قال: العظيمتان الجنة والنار. قال: وقيل له عند الموت يا أبا ذر ما مالك؟ قال علمي. قالوا انا نسألك عن الذهب والفضة؟ قال ما أصبح فلا أمسي وما أمسي فلا أصبح لنا كندوج ندع فيه حر متاعنا، سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: كندوج المرء قبره.
____________________
منحي عن الخير لا يستحق الا أن يقال: جزاه الله عني مذمة وبعادا عن الرواء والنضارة بعد رغيفي شعير اتخذ أحدهما لي غذاء به أتغذى والاخر عشاء به أتعشى وبعد شملتي صوف أتخذ لي أحدهما ازارا وبها أتزر والاخرى رداء ا بها أرتدي.
قوله رضى الله تعالى عنه: وما عناني أكبر بالتشديد على التفعيل من العناء باهمال العين المفتوحة قبل النون وبالمد المشقة والشدة والأذى والألم، عنا يعنيه تعنية فتعنى وهو يتعانى الشدائد والمشاق والآلام.
قوله رضى الله تعالى عنه: ما أصبح فلا أمسى وما أمسى فلا أصبح على سياقه الدعاء عليه، والهمزة للدخول أي ما أنه أصبح ودخل في الصباح فلا أبقاه الله إلى الامساء وما منه أمسى ودخل في المساء فلا أبقاه الله إلى الاصباح والدخول في الصباح، " لنا كندوج " أي وعاء نضع فيه " حر متاعنا " حر كل شئ باهمال الحاء المضمومة قبل الراء المشددة نجيبه ونفيسه وطيبه وصميمه، وأرض حرة لا سبخة فيها، وطين حر لا رمل فيه، ورملة حرة طيبة النبات ونزل في حر الوادي أي في وسطها قاله في الأساس (1).
قوله صلى الله عليه وآله كندوج المرء قبره الكندوج بالضم على وزن صندوق شبه المخزن

(1) أساس البلاغة: 121
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 126 127 ... » »»
الفهرست