نهاية الأفكار - تقرير بحث آقا ضياء ، للبروجردي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٧
نفي التعذيب من دعوى ظهورها في الاخبار عن حال الأمم السابقة بالنسبة إلى العذاب الدنيوي النازل بهم، فلا تشمل العذاب الأخروي (وثانيهما) ان إضلاله سبحانه عبارة عن خذلانه الموجب لاستحقاق العذاب الدائم والخلود في النار، وتوقف هذه المرتبة على البيان لا يستلزم توقف غيرها من المراتب النازلة عليه (ولكنهما) مردودان (اما الأول) فيما تقدم في آية نفي التعذيب من أن الآية انما تكون بصدد إظهار العدل بنفي ديدنه على التعذيب قبل البيان لكونه ظلما، وفي ذلك لا فرق بين العذاب الدنيوي والأخروي (وبذلك) يظهر الجواب عن الاشكال الثاني (إذ نقول) ان المانع عن العذاب الدائم عند الجهل ليس الا عدم البيان الموجب لحكم العقل بقبحه على الحكيم تعالى (وفيه) لا يفرق بين مراتب العذاب لوجود المناط المزبور في جميع مراتب العقوبة.
(ومن الآيات): قوله سبحانه (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة أو دما مسفوحا) الآية (وتقريب) الاستدلال بها انه سبحانه لقن نبيه صلى الله عليه وآله طريق الرد على اليهود، حيث حرموا على أنفسهم بعض ما رزقهم الله بقوله قل لا أجد إلخ فرد عليهم بان ما حرمتموه على أنفسكم مما لم يعلم حرمته فالتزامكم بتحريمه افتراء عليه سبحانه، فدلت الآية المباركة على الترخيص في ارتكاب كل ما لم يعلم حرمته (فان) عدم وجدانه صلى الله عليه وآله وإن كان دليلا قطعيا على عدم وجوده فيما أوحي إليه (الا ان) في العدول عنه إلى هذا العنوان دلالة على كفاية ذلك في الترخيص في الارتكاب وإبطال الحكم بالحرمة بملاحظة كونه من الأصول المسلمة عند العقلا ويلزمه عدم وجوب الاحتياط عند الشك لكونه لازم ترخيصه في ارتكاب المشكوك (وأورد عليه الشيخ قدس سره) بان غاية ما تقتضيه الآية انما هو مجرد الاشعار بالمطلوب واما الدلالة فلا (وتأمل) المحقق الخراساني قدس سره في الاشعار أيضا بأنه من المحتمل كون النكتة في التعبير بذلك هو تلقين ان يجادلهم بالتي هي أحسن لما في التعبير بعدم الوجدان من مراعاة الأدب ما ليس في التعبير بعدم الوجود (وفيه) ان هذا الاحتمال لا يمنع عن ظهور سوق الآية في التوبيخ على اليهود و إلزامهم بما هو من الأصول المسلمة العقلائية بان ما لا يعلم حرمته
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»