منتهى الأصول - حسن بن على أصغر الموسوي البجنوردي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٢
من نعوت الأول أي: عدم التذكية ومن حالاته ومشخصاته، حتى يكون لعدم التذكية فردان ويكون أحدهما موضوعا للأثر دون الفرد الاخر، كما قرر في الاشكال بل هما مجتمعان موضوعات للأثر بدون أن يكون لوصف الاجتماع أيضا تأثير في الموضوعية. ومن البديهي أن الموضوع المركب يمكن إحراز أحد جزئيه بالأصل و الاخر بالوجدان كما في محل الكلام (نعم) ادعى شيخنا الأستاذ (قده) أن الموضوع المركب إذا كان من قبيل العرض ومحله يكون العرض بما هو نعت لمحله وبمفاد كان الناقصة دخيل في الموضوع فاستصحاب وجود المحمولي لذلك العرض أو عدمه المحمولي لا يثبت ما هو دخيل في الموضوع إلا على القول بصحة الأصل المثبت (و قد حققنا) ما هو الحق في هذا الكلام في الجز الأول في مبحث العام والخاص في أصالة عدم القرشية لتنقيح الموضوع في العام، وعلى أي حال لا ربط له بالمقام (لان) زهوق الروح ليس مع عدم التذكية من قبيل العرض ومحله بل هما عرضان لمحل واحد وهو ذلك الحيوان فإشكال فاضل التوني - على هذا الاستصحاب - لا أساس له كما أنه ظهر مما ذكرنا ان هذا الاستصحاب ليس من القسم الثاني من القسم الثالث من استصحاب الكلي كما توهم.
(التنبيه الرابع) في جريان الاستصحاب في الأمور التدريجية غير القارة (وربما يتوهم) عدم صحة استصحابها بتوهم ان الاستصحاب - بناء على ما تقدم تعريفه واستفادته من دليله - عبارة عن الحكم ببقاء ما شك في بقائه والأمور المتصرمة غير القارة ليست قابلة للبقاء، ولا يوجد جز منها إلا بعد انعدام الجز السابق عليه ففي نفس الزمان والزمانيات - المنصرمة المتدرجة في الوجود كالتكلم والحركة - لا يبقى مجال لجريان الاستصحاب فيها لعدم تحقق موضوع الاستصحاب فيها وهو الشك في البقاء (لان)
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»