منتهى الأصول - حسن بن على أصغر الموسوي البجنوردي - ج ٢ - الصفحة ٤٤٩
ضمن فرد آخر غير الوجود المتيقن (فظهر) أن المحتمل والمشكوك غير ما هو المتيقن وفي جريان الاستصحاب لا بد من وحدة القضيتين المشكوكة والمتيقنة.
(ان قلت) ما الفرق بين هاتين الصورتين من القسم الثالث مع القسم الثاني؟ حيث قلت إن الوحدة السنخية محفوظة سواء أ كان الحادث هو الفرد الطويل أو كان هو الفرد القصير في القضية المتيقنة أي: الحادث أي واحد منهما كان يكون الكلي موجودا (قلت) وحيث أنه من المحتمل أن يكون الحادث هو الفرد الطويل الباقي فيحتمل أن يكون هناك عين ما تيقنت بوجوده باقيا بخلاف هاتين الصورتين فان عدم بقاء ما تيقنت بوجوده معلوم (نعم) يحتمل وجودا آخر حدث الكلي.
(وبعبارة أخرى) اليقين بوجود الكلي حاصل بالضرورة ويحتمل بقاء عين ما تيقن به لاحتمال حدوث فرد الباقي (وأما) في هاتين الصورتين فالمتيقن هو الموجود المحدود بحد الزيدية مثلا و المشكوك هو الوجود المحدود بحد العمرية مثلا وهما متباينان، وإن كان سنخ الوجود فيهما واحد (ولكن) يخرج عن الوحدة بواسطة هذين الحدين وتطوره بطورين، فما هو المتيقن هو الوجود المتطور بطور وما هو المشكوك هو الوجود المتطور بطور آخر متباينان، و وحدة سنخ الوجودين لا ينافي مع التباين، والتنافي الآتي من قبل الحدود والتطورات. والقول بوحدة الوجود بهذا المعنى - أي: حتى مع محدوديته بحدود مختلفة وتطوره بأطوار متعددة - من الأباطيل والترهات التي صدرت من الجهال (بل ينبغي) أن يطلق عليهم كلمة المجانين، فإذا وجد الكلي في ضمن فرد ثم ارتفع ذلك الفرد وكان هناك فرد آخر من مصاديق ذلك الكلي معه أو وجد حين ارتفاع ذلك الفرد الذي كان الكلي في ضمنه متيقن الوجود، فوجود الكلي في ضمن هذا الفرد الاخر المقارن معه وجودا أو حين ارتفاعه غير وجوده الأولى. هذا فيما إذا كان الفرد الاخر متيقن
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»