منتهى الأصول - حسن بن على أصغر الموسوي البجنوردي - ج ١ - الصفحة ٨٦
معدوم واقعا. ومع انعدامه في حاق الواقع والأعيان كيف يمكن ان يكون التلبس به - بأي قسم ونحو كان التلبس وفرضته - فعليا. نعم الذي يمكن هو ان الذات في المقتضيات متلبسة فعلا باقتضائه للمبدأ وهذا عين التصرف في المبدأ بحمله على الاقتضائي لا الفعلي و هكذا الحال في أسماء الآلات وصيغ النسبة كالتامر واللابن والبقال و العطار.
(الامر الخامس) - ان هذا النزاع في مرحلة الوضع والاستعمال لا في مرحلة الانطباق و التطبيق وتوهم صاحب المحجة ان هذا النزاع في مرحلة الصدق و الانطباق بعد الفراغ عما هو الموضوع له والمفهوم، وأنكر على الأصوليين بحثهم في ناحية المفهوم لان المفهوم لا خفاء فيه بحسب المتفاهم العرفي، لأنه عنوان منتزع عن الذات بملاحظة اتصافها بمبدأ الاشتقاق، وهذا المعنى لا خلاف فيه لا في أصله ولا في سعته و ضيقه، بل انما الكلام في مقام صدقه وحمله على الذات وانه هل يحمل على الذات المتلبسة بالمبدأ في حال الجري فقط أو أعم من ذلك و مما انقضى عنه المبدأ؟ و (بعبارة أخرى) يدعي أن نزاعهم يرجع إلى أن حمل المشتق على الذات هل هو من قبيل حمل المواطاة وحمل هو هو حتى يكون إطلاقه على الذات المنقضي عنها المبدأ حملا مجازيا بالعناية، لأنه لا هوهوية للشخص القاعد مع مفهوم قائم ولو كان قبل زمان الجري قائما، وهكذا الحال في سائر موارد الانقضاء بعد التلبس أو من قبيل حمل ذو هو حتى يكون صرف انتساب المبدأ إلى الذات كافيا ولا يحتاج إلى اتحاد في الوجود فيكون إطلاقه على الذات المنقضي عنها المبدأ إطلاقا حقيقيا لا مجازيا، لأنه بصرف تلبس الذات بالمبدأ - ولو كان في زمان سابق على زمان الجري - حصل الانتساب وما هو مناط هذا الحمل.
ففي الحقيقة هذا النزاع يرجع - عند هذا المتوهم - إلى أن حمل المشتق على الذات هل من قبيل حمل المواطاة أو من قبيل حمل الاشتقاق ولكنك خبير بأن صحة الاطلاق والانطباق على نحو الحقيقة وبلا عناية دائر مدار سعة المفهوم وضيقه،
(٨٦)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)، الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»