الزمان والأمور التدريجية غير القارة مفصلا إن شاء الله، فبناء على هذا يكون اليوم العاشر من المحرم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام مثل (زيد) مثلا له حدوث وبقاء فإذا كان في ساعة منه متلبسا بالمبدأ وفي ساعة أخرى غير متلبس به بل كان منقضيا عنه يصدق في الساعة الثانية ان هذه الذات كانت متلبسة بهذا الحدث و الان انقضى عنها مع بقاء الذات. نعم إطلاق المقتل - على غير تلك السنة التي قتل فيها الحسين عليه السلام - يكون مجازا على كل حال، سواء قلنا بأن المشتق حقيقة في الأعم أم لا ويكون إطلاقه من باب المماثلة، وهكذا الحال في سائر الألفاظ التي تكون من هذا القبيل.
(الامر الثالث) - أن المراد من الحال في قولهم -: المشتق حقيقة في المتلبس بالمبدأ في الحال اتفاقا - هو حال التلبس بالمبدأ لا حال النطق المقابل الزمان الماضي والاستقبال، وحال الجري والانتساب أي حال النسبة الايقاعية وظرفها، والفرق بين هذه الثلاثة واضح، لان المراد من حال التلبس بالمبدأ هو فعلية اتصاف الذات بالمبدأ وقيام المبدأ بها. و (بعبارة أخرى) عنوان المشتق عنوان ينتزع عن الذات بملاحظة قيام عرض من الاعراض التسعة أو قيام أمر اعتباري بالذات، وأما المشتقات - التي تكون مقومة لأصل الذات التي نسميها بالذاتي الإيساغوجي أو ما ينتزع عن نفس الذات من دون انضمام أمر خارج إليه التي نسميها بالذاتي في كتاب البرهان - فقد تقدم انها خارجة عن محل بحثنا وليس المراد من حال التلبس الا هذا المعنى أي حال انضمام ذلك المبدأ إلى الذات ولا تتوهم مما ذكرنا أن زمان الانضمام جز لمفهوم المشتق، بل المراد فعلية الانضمام، وحيث أن فعلية الانضمام والتلبس من الحوادث الزمانية فلا بد من وقوعها في زمان، والا فليس الزمان جز لمفهوم الافعال فضلا عن الأسماء. و الحاصل أن المراد من حال التلبس هو فعلية انضمام المبدأ إلى الذات والمراد من حال الجري هو حال النسبة التي توقعها بين الذات و المشتق. وأما حال النطق فواضح أن المراد منه حال التكلم بهذا الكلام، فإذا فرضنا أن زيدا كان راكبا في اليوم الذي كان قبل يوم أمس وأنت قلت أن زيدا راكب أمس، فحال التلبس - في هذا المثال - هو اليوم الذي قبل