(الامر السابع) - في بساطة مفهوم المشتق أو تركبه.
اختلف أهل البحث والنظر في معنى البساطة والتركب. فقيل: إن المراد من البساطة هو أن يكون معنى المشتق ومفهومه والمنسبق إلى الذهن منه صورة وحدانية وإن كان العقل يحللها إلى أمرين وهذا التحليل العقلي لا ينافي البساطة. وذلك كما أن مفهوم النوع كالانسان مثلا بسيط قطعا مع أن العقل يحلله إلى جنس وفصل. سوأ كان المنطبق عليه الجنس في الخارج غير ما ينطبق عليه الفصل كما في الانسان وجميع الأنواع المركبة في الخارج من مادة وصورة خارجيتين أو لم يكن في الخارج شيئان بحيث يكون أحدهما مما ينطبق عليه الجنس والاخر الفصل. وذلك كما في البسائط الخارجية كالأعراض، حيث أنها ليست مركبة من مواد وصور خارجية، و التركب قبال هذا المعنى هو أن تكون الصورة التي تأتي من الشئ إلى الذهن صورة مركبة من صورتين لا صورة وحدانية كما أنه ربما يكون الامر في السكنجبين كذلك، فلعل الصورة التي تأتي منه إلى الذهن مركبة من صورة الخل والسكر، وأما مثل غلام زيد أو سائر الجمل فكلها جملة والكلام في المفاهيم الأفرادية.
وقيل: إن المراد من البساطة هي الحقيقية لا صرف أن يكون الآتي في الذهن منه صورة وحدانية فقط، بل لا بد وأن يكون بحسب الواقع كذلك يعني لا يكون المفهوم في حاق الواقع مركبا من جزين أو أكثر حتى عند التحليل العقلي، والتركب قبال هذا المعنى هو أن تكون الصورة الذهنية من الشئ مركبة ولو عند التحليل، وإلى هذا القول ذهب شيخنا الأستاذ رضوان الله تعالى عليه وقال: إن التركيب ولو تحليلا ينافي البساطة (لا يقال): كيف يقول بالبساطة بهذا المعنى مع أن نفس المبدأ ليس بسيطا هكذا، لان العقل يحلله إلى جنس وفصل فكيف يكون المشتق بسيطا بهذا المعنى؟ والحال أن البسيط - بهذا المعنى - منحصر بواجب الوجود جل جلاله أي بالنسبة إلى الكلمة الموضوعة للذات المقدسة. ومفهوم الوجود وسائر ما ينتزع عن نفس الوجود كمفهوم الوحدة والتشخص وأمثال ذلك، وإلا فكل ممكن