درر الفوائد - الشيخ عبد الكريم الحائري - ج ١ - الصفحة ٩٥
القدرة على إتيان الفعل بداعيه وقد يقال ان الأمر بإتيان الفعل بداعي الأمر وان لم يكن مستلزما للدور الا انه مستحيل من جهة عدم قدرة المكلف على إيجاد هذا المقيد أصلا حتى بعد الأمر بذلك المقيد فان القدرة على إيجاد الصلاة بداعي الأمر بها مثلا تتوقف على الأمر بذات الصلاة والأمر بها مقيدة بكونها بداعي الأمر ليس أمرا بها مجردة عنه لأن الأمر بالمقيد ليس أمرا بالمجرد من القيد فالتمكن من إيجاد الفعل مقيدا بحصوله بداعي الأمر لا يحصل الا بعد تعلق الأمر بذات الفعل (وفيه) ان الأمر المتعلق بالمقيد ينسب إلى الطبيعة المهملة حقيقة لأنها تتحد مع المقيد فهذا الأمر المتعلق بالمقيد بملاحظة تعلقه بالطبيعة المهملة يوجب قدرة المكلف على إيجادها بداعيه نعم لو أوجدها فيما هو مباين للمطلوب الأصلي لا يمكن ان يكون هذا الإيجاد بداعي ذلك الأمر كما لو امر بعتق رقبة مؤمنة فأعتق رقبة كافرة لأن الموجود في الخارج ليس تمام المطلوب بل يشتمل على جزء عقلي منه اما لو لم ينقص الفعل المأتي به بداعي الأمر بالطبيعة المهملة عن حقيقة المطلوب الأصلي أصلا كما في المقام فلا مانع من بعث الأمر المنسوب إلى المهملة للمكلف ويمكن ان يقال في وجه عدم إمكان أخذ التعبد بالأمر في موضوعه ان الأمر وان كان توصليا يشترط فيه ان يصلح لأن يصير داعيا للمكلف إلى نحو الفعل الذي تعلق به لأنه ليس الا إيجاد الداعي للمكلف والأمر المتعلق بالفعل بداعي الأمر لا يمكن ان يكون داعيا للمكلف إلى إيجاد متعلقه لأنه اعتبر في متعلقه كونه بداعي الأمر ولا يمكن ان يكون الأمر محركا إلى محركية نفسه فافهم هذا ان قلنا بان العبادات يعتبر فيها قصد إطاعة الأمر.
ويمكن ان يقال ان المعتبر فيها ليس الا وقوع الفعل على وجه يوجب
(٩٥)
مفاتيح البحث: الصّلاة (2)، العتق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»