درر الفوائد - الشيخ عبد الكريم الحائري - ج ١ - الصفحة ١٩٧
الطلب فما هو جزاء في القضية المذكورة هو الوجود الجزئي الشخصي المتعلق بإكرام زيد دون حقيقة الوجوب المتعلق بإكرام زيد ولم تحضرني عبارته حتى أتأمل في مراده قده أقول لو كان الوجه ما ذكرنا ففيه أولا ما عرفت في تحقيق معنى الحروف وانها موضوعة كأسماء الأجناس للمعنى العام ومستعملة فيه و ح لا مورد لهذا الكلام وثانيا ان الشرط في قولنا ان جاءك زيد فأكرمه يستدعى حقيقة ليجاب الإكرام لا الإيجاب الجزئي الشخصي المتحقق بجميع الخصوصيات إذ ليس لنا شرط في القضايا الشرطية يكون كذلك (1) غاية الأمر حقيقة الإيجاب لا تتحقق الا في ضمن الإيجاب الخاص ونسلم منك انه ليس لتلك الحقيقة لفظ موضوع ولكنا نفهم ان الإيجاب الجزئي المدلول عليه باللفظ الخاص ليس معلولا للشرط المذكور في القضية بل المعلول هو الحقيقة الموجودة في ضمنه وحينئذ فبعد فهم حصر السبب من القضية لازمه ارتفاع حقيقة وجوب إكرام زيد في مورد عدم الشرط الثاني لا بد في مفهوم القضية الشرطية على القول به من حفظ الموضوع مع تمام ما اعتبر قيدا في الموضوع أو الشرط أو في طرف الجزاء وينحصر اختلافه مع المنطوق في أمرين أحدهما انتفاء الشرط في المفهوم وثبوته في المنطوق والثاني الحكم الثابت في المفهوم يكون نقيض ما ثبت في المنطوق فمفهوم قولك ان جاءك زيد راكبا يوم الجمعة فاضربه ضربا شديدا ان لم يجئك زيد راكبا يوم الجمعة فلا يجب عليك ان تضربه ضربا شديدا ومن الاعتبارات الراجعة إلى القضية الشرطية الكل المجموعي فلو قال

(1) كيف؟ ولو كان كذلك لجرى مثله في القضايا الإخبارية التعليقية كما في قولنا ان جاءك زيد يجيئني عمرو فلا يمكن ان يقال بنفي سنخ الاخبار لمجيء عمرو عن هذا المتكلم عند عدم مجيء زيد إذ المنفي نفس هذا الاخبار الجزئي المتخصص بخصوصيات الزمان والمكان وغيرهما ولعل له اخبارا جزئيا آخر على وجه الإطلاق وهو من الفساد بمكان (منه)
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»