درر الفوائد - الشيخ عبد الكريم الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٠٨
بالمطابقة وهو خروج المستثنى عن تحت الحكم السابق على وجه الحصر وان جعلنا كلمة الا زيدا قرينة على إرادة وجوب إكرام الباقي على وجه الحصر من العقد الإيجابي فتكون دلالة العقد الإيجابي للقضية على حصر مورد وجوب الإكرام في الباقي داخلة في المنطوق ودلالته على ثبوت نقيضه للمستثنى داخلة في المفهوم المستفاد من حصر وجوب الإكرام في غيره ويحتمل بعيدا ان يكون الحصر مستفادا من تركيب العقد الإيجابي مع السلبي بمعنى ان حصر مورد وجوب الإكرام في الباقي يستفاد من نفي وجوب إكرام زيد المستفاد من الاستثناء وكذا حصر مورد نفى الوجوب في زيد يستفاد من نفي وجوب إكرام باقي العلماء المستفاد من قوله أكرم كل عالم فتدبر ومن جملة ما ذكروه في عداد ما يفيد الحصر كلمة انما وقد أرسله النحاة إرسال المسلم في كلماتهم وقالوا ان ذلك أعني افادته الحصر جوز انفصال الضمير في مثل قول الفرزدق انا الذائد الحامي الذمار وانما * يدافع عن أحسابهم انا أو مثلي كما جاز في قولنا ما يدافع عن أحسابهم الا انا أو مثلي ونقل تصريح أهل اللغة أيضا بإفادته الحصر والإنصاف كما اعترف به في التقريرات عدم حصول الجزم بذلك اما أولا فلعدم وجود ما يرادفه في عرفنا حتى يستكشف الحال منه بمراجعة الوجدان واما ثانيا فنحن متى راجعنا مواقع استعمال هذه الكلمة في كلمات الفصحاء لم نجد موضعا الا ويمكن المناقشة في استفادة الحصر من هذه الكلمة لأجل قيام القرينة المقامية على الحصر أو غيرها من تقديم ما حقه التأخير أو غير ذلك بحيث لو حذف لفظة انما عن الكلام لدلت القرائن على الحصر أيضا ولذا يستفاد الحصر من قولنا يدافع عن أحسابهم انا أو مثلي بقرينة عطف أو مثلي وهذا هو المجوز لانفصال الضمير الا ترى انه لو فرض مورد خال عن جميع
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»