نهاية النهاية - المولى محمد كاظم الخراساني - ج ٢ - الصفحة ٦٢
فيها بقول المعصوم حدسا ناشئا من الحدس، فيبعد من أجل ذلك عن الاحساس.
قوله: وأخرى لا ينقل إلا ما هو السبب عند ناقله:
إذا نقل ما هو السبب عند ناقله فلا جرم يكون قد نقل المسبب. نعم، نفس ما نقله من السبب، حيث اختصت سببيته بنظره، لا يكون كاشفا ولو بالالتزام عن نقل المسبب، فان ذلك انما يكون إذا كانت علاقة السببية عقلية أو عادية دون ما إذا كانت في نظرنا، فله كذلك، لكن إذا انضم اعتقاده إلى نقله كشف عن نقل المسبب، فنقل السبب لا ينفك عن نقل المسبب.
قوله: إلا أنه كان سببا بنظر المنقول إليه:
قد عرفت عدم كفاية السببية بنظر المنقول إليه ما لم يكن سببا عقليا أو عاديا كاشفا عن المسبب، ليكون معنى صدق المتوجه إليه ترتيب لازمه وإثبات قول المعصوم به.
قوله: إذ المتيقن من بناء العقلا:
قد عرفت عموم بناء العقلا وشموله للخبر عن حدس إذا كان الحدس من أهل الخبرة، بل لا يبعد أن يكون بناؤهم بملاك حصول الوثوق والاطمئنان بلا خصوصية في سببه، ولذا لا يفحصون عن حال الخبر وانه عن حس أو حدس فيما إذا جهلوا ذلك، وقد التجأ المصنف إلى الالتزام بتحقق بنائهم على العمل لدى الجهل، ما لم تكن أمارة على الحدس.
قوله: إذا كان من نقل إليه ممن يرى الملازمة:
قد تقدم انه إذا كانت حكاية رأي الامام عن حدس لا تشملها أدلة الاعتبار، ومجرد ان المنقول إليه ممن يعتقد الملازمة لا يجدي في ذلك.
نعم، تعتبر حينئذ من حيث نقل السبب، لكن بما عرفته من الشرط كون الملازمة بين ذلك السبب وقول المعصوم عادية أو عقلية، ليكون كاشفا عنه لا مجرد اعتقاد المنقول إليه بالملازمة.
قوله: نعم، لو كان هناك أثر للخبر المتواتر:
لا يخفى ان اخباره حينئذ يكون اخبارا عن موضوع خارجي ذي أثر، وهو اعتقاده، فيتوقف ثبوته على البينة إلا أن يكتفى باخباره من باب انه مما لا يعلم إلا من قبله.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»