صرف الكلام عن ظاهره إلى ظهور ثانوي.
حجية الاجماع المنقول قوله: فصل: الاجماع المنقول بخبر الواحد حجة:
اعلم أن البحث عن حجية الاجماع المنقول يكون بعد القول بحجية المحصل منه، بأحد الطرق الآتية، إذ مع إنكار حجيته لعدم الاذعان بمسلك التضمن وبقاعدة اللطف، كما هو واضح، وعدم الحدس القطعي برأي المعصوم من الاجماع لا يبقى للبحث عن المنقول منه مجال، وأيضا البحث عنه مبني على عدم اختيار مسلك التضمن وإلا كان سبيله سبيل خبر الواحد في أنه نقل لقول المعصوم عن حس.
غاية الأمر، عدم معرفة الامام تفصيلا، ومن المعلوم عدم دخل ذلك في الحجية، ومثل ذلك ما إذا نقل عن الامام في زماننا، كبعض الأدعية التي أخبر السيد الجليل ابن طاوس انه سمعها من الإمام عليه السلام، فان شمول دليل صدق له واضح، ولا مجال للتأمل فيه بمجرد الاستبعاد، ولا ينافيه ما ورد من الامر بتكذيب مدعي الرؤية إذ لم يدع الرؤية بل ادعى السماع.
نعم، لو نقل رأي المعصوم حدسا، جاء الاشكال من جهة شبهة اختصاص اعتبار دليل حجية الخبر بالاخبار عن حس، وذلك غير بعيد بالنسبة إلى الأدلة اللفظية التي أقيمت على اعتباره، فان ظاهر أكثرها عدم الاعتناء باحتمال تعمد الكذب من حيث اعتبارها الوثاقة، فيعلم ان مورده ما إذا كان احتمال الخطأ ملغى ببناء العقلا وهذا ليس إلا في الاخبار عن حس فان احتمال الخطأ في الحدس مما يعتنون به نعم، في بعض الأخبار ما ظاهره العموم، مثل ما عن أبي الحسن عليه السلام فيما كتبه جوابا عن السؤال عمن يعتمد عليه في الدين، قال: (اعتمدا في دينكما على كل مسن في حبنا، كثير القدم في أمرنا).
واما الاجماع الذي أقيم على حجية خبر الواحد، فاختصاصه بالخبر الحسي