القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ٩٩
الكرامة والعزة، وأنه هيأ الوسائل لحملهم في البر على الدواب وفي البحر على السفن ورزقهم من خير الطعام وفضلهم على كثير من المخلوقات بالعقل والتفكير تفضيلا عظيما.
والرأي العلمي السائد أن الانسان وحيد النشأة أي أن السلالة البشرية كلها انحدرت من أب واحد هو آدم ولكن هجرات ذريته القديمة واستقرارهم في بيئات طبيعية مختلفة جعلت كل جماعة تتشكل بحسب ظروف تلك البيئة، وكان من الممكن أن تلتزم كل جماعة بصفاتها ومميزاتها الجنسية ولكنها اختلطت بالزواج من الأجناس الأخرى فأخذ عامل الوراثة يعمل عمله في الصفات الجسمية لكل جنس فخلطها بعضها ببعض حتى لا يمكن أن نجد جنسا نقيا في أي دولة في الوقت الحاضر.
الجسد والروح الانسان مكون من جسد وروح، أما الجسد فقد قام علم الطب بدراسته وتشريح جميع أجزائه وأعضائه وقد تبين له ما في خلق الانسان من معجزات وآيات تدعو إلى الايمان بقدرة الله وحكمته وإبداعه في خلق أجهزته الدقيقة التكوين، فسبحان الله الخالق البارئ المصور الذي له الأسماء الحسنى.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى الانسان خليفته في أرضه، وكان أبو البشر آدم أول خليفة له، وقد علمه الأسماء كلها وأمر الملائكة بالسجود له سجود تكريم وتعظيم لشأنه، فقد قال تعالى في سورة الحجر آية 28 وما بعدها: (وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين، فسجد الملائكة كلهم أجمعون، إلا إبليس أبى أن يكون
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست