القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ٧٣
فبأي نعمة من نعم ربكما تكذبان؟ يصب عليكما لهب من نار ونحاس مذاب فلا تقدران على دفع العذاب النظرة العلمية:
قد يتوهم العامة من أهل عصرنا هذا عصر غزو الفضاء أن الانسان قد حقق أعظم انجاز علمي وعملي بالصعود إلى القمر وأنه تمكن بفضل مخترعاته وأجهزته أن يسير فوق سطح القمر، وأن يحضر معه في عودته عينات من صخوره وترابه لتحليلها والتعرف على عناصرها، وظن بعض البسطاء والجهلاء بآيات القرآن أن الانسان بعمله هذا قد تمكن من النفاذ إلى أقطار السماوات وأنه حقق هذا النفاذ بسلطان العلم، والحقيقة أن هذا الزعم لا أساس له مطلقا من الصحة لان كلمة سلطان التي أولها المتأولون خطأ بمعنى سلطان العلم إنما هي في حقيقة الامر سلطان الله سبحانه وهو السلطان الإلهي الذي نفذ بقوته النبي صلى الله عليه وسلم إلى أقطار السماوات ليلة معراجه، لأنه هو السلطان القاهر على إخضاع سنين الكون وقوانينه لإرادة الله تعالى.
ويرى العلم الحديث في هذه القضية أن القمر الذي وصل إليه الانسان بقوة صواريخه إنما هو جرم صغير تابع للأرض، وكأنما هو ضاحية قريبة من ضواحيها إذا لا يبعد عنها بأكثر من 240000 كيلومتر، فأين هذا البعد من أقطار السماوات التي يبلغ أبعاد القريب منها عن الأرض بألف سنة ضوئية، مع العلم بأن الضوة يسير بسرعة 300000 كيلومتر في الثانية فكم من الكيلو مترات يقطع الضوء في الدقيقة ثم في الساعة ثم في اليوم ثم في الشهر ثم في السنة أنه يقطع في السند مسافات لا تقدر بأرقامنا الحسابية وإنما هي أرقام فلكية خيالية.
ولنضرب مثلا يبين لنا استحالة الوصول إلى هذه الأقطار السحيقة أننا لو أردنا
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست