الاسلام ولها مدلولات خاصة مثل كلمات الشرك والنفاق والصور والحشر والأعراف والصراط والعرش والكرسي وغيرها مما لا عهد للعرب بها، وقد وضح النبي معانيها بجلاء للصحابة وغيرهم، وقد استعمل القرآن ألفاظا من لغات أخرى مثل كلمات الجبت وحصب وأرائك وهي ألفاظ حبشية، وكلمات السجل والسرادق وزنجبيل وهي ألفاظ معربة من الفارسية، وكلمات قسط والرقيم والدراهم وفردوس وهي كلمات رومية الأصل، وكلمات صلوات ولينا وفوم وهي من أصل عبرى، وأمثال هذه الكلمات الغربية أصلا والدخيلة على اللغة العربية لابد لها من معاجم تبين المقصود منها، هذا مع ملاحظة أن أمما كثيرة غير عربية دخلت الاسلام وهي لا تعرف العربية كما أن عامة المسلمين الذين لم ينالوا قسطا كافيا من الثقافة بحاجة شديدة إلى فهم معاني الألفاظ القرآنية من المعاجم اللغوية التي هي خير وسيلة لشرحها.
مرحلة التفسير بالرأي:
وهو التفسير القائم على اجتهاد التابعين للصحابة ومن جاء بعدهم من العلماء الأتقياء ذوي الفطن وهم الذين اتخذوا من سعة علومهم باللغة وإلمامهم بأصول الشريعة وفهمهم لروح الدعوة الاسلامية اتخذوا من ذلك وسيلة للتمحيص والتخريج واستنباط آراء وشروح مفصلة لقضايا وردت في القرآن بطريق الإشارة إليها أو الاجمال لها، وقد فتح ذلك باب التفكر والتدبر في آيات الله وعدم الاقتصار على ظواهرها وعلى آراء السلف فقط في تفسيرها بل حاولوا الاجتهاد والتعمق في فهمها واستخراج المعاني الدقيقة المنطوية عليها بحيث لا يخالف هذا الاجتهاد روح الشريعة وأهدافها.
وكان أول من استعمل راية في التفسير الامام بن جرير الطبري وذلك بعد