القرآن روح الدعوة الاسلامية ومحور ثقافتها إن القرآن الكريم منذ نزل على محمد صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وهو ركيزة التوحيد الخالص وكنز العقائد الايمانية ومصدر الأحكام الشرعية ودليل الحقائق الكونية كما أنه الملهم بالفتوحات الإلهية والباعث على الجهاد والاجتهاد في العبادة والطاعات، والحافز للعقول إلى التفكر في خلق السماوات والأرض وغير ذلك من المجالات المتعلقة بالحسيات والمعنويات، فهو بحق مدار لكل حركات فكرية أو نهضات إصلاحية أو أعمال عمرانية وتقدمية على مدى الزمن.
الله هو الخلاق العظيم:
خلق الله الأكوان كلها من العدم، وأبدع صنعها وأتقن كل شئ من ظواهرها وخوافيها وجلائها ودقائقها، ولا تخفى عليه ذرة من مقوماتها وسننها ونواميسها فإذا ذكر سبحانه عنها شيئا في قرآنه فهو قول العليم الخبير الذي لا يعزب عن علمه شئ منها في الأرض ولا في السماء، والقرآن بهذه المزايا الربانية هو المرجع الجامع لكل علم نافع أو نهج قويم يوصل إلى سعادة الدارين، والرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول في حديث له: (من ابتغى الهدى في غير القرآن أضله الله).
ولا يتاح للبشرية إن تنتفع بالقرآن وتهتدي بنوره إلا إذا فهمت نصوصه لفظا ومعنى عن طريق تفسير واضح قائم على حقائقه المؤكدة التي تبين مقاصده ومراميه بغير تأويل له يراد به غايات دنيوية أو منافع ذاتية، ولهذا عنى المسلمون بتفسير القرآن واهتموا بفهم حقائقه اهتماما عظيما على مدى العصور، ولابد لنا قبل