أثر القرآن وتعاليم الاسلام التي أكسبتهم هذه الفضائل والمكارم وصاغتهم هذه الصياغة الكريمة التي لا مثيل لها فيمن عرفوا من الناس فآمنوا بالاسلام دينا وبالقرآن معجزة لرسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
بمثل هذه الآيات السالفة الذكر وآثارها في العقول والنفوس كان إيمان كثير من المسيحيين وغيرهم من الملل الأخرى من ذوي الألباب والفطن الذين ما كانوا يعرفون معنى الاعجاز البياني أو البلاغي في لغة القرآن وإنما عرفوا منه الاعجاز العلمي الذي وجدوه في كثير من الآيات العلمية مثل قوله تعالى:
(خلق الانسان من علق) (يخرج الميت من الحي ويخرج الحي من الميت) (وجعلنا الرياح لواقح) (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) وإن من شئ إلا يسبح بحمده) (والسماء ذات الحبك) (لا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) وفى هذا ما يؤكد أن الكون هو كتاب الله الصامت، وآن القرآن هو كتاب الله الناطق بما يدل على علم الله بأسراره).
وهذه الآيات وأمثالها لم يفهمها السلف الصالح على وجهها العلمي وإنما رأوا فيها أنها دلائل على قدرة الله تعالى وعظمته، وأنها شاهدة على أنه سبحانه بديع السماوات والأرض، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعرض في