وكان النبي صلوات الله وسلامه عليه أول مفسرا للقرآن لأصحابه فيما يتعلق بالآيات التي تحتاج إلى تفصيل لما أجمل فيها من أحكام أو إيضاح لما غمض فيها من معان دقيقة.
ومع مرور الزمن صار التفسير علما ضروريا لفهم كتاب الله فهما صحيحا، وهو علم قائم ومدون منذ عهد التابعين للصحابة، ولا ريب أن القرآن مقصود بذاته لكل مسلم لوجوب تلاوته والتعبد به والاستماع إليه والتفقه فيه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، مع الاجتهاد في فهم الروابط التي تربط معاني القرآن بما ورد في السنة النبوية من أحاديث توضحها.
وقد تجمعت من مجهودات المفسرين للقرآن قديما وحديثا حصيلة ضخمة من شروح قيمة تدعو للاعجاب التقدير لهؤلاء العلماء الاجلاء الذين خدموا كتاب الله بما لم يخدم به أي كتاب عرفه الناس في هذه الدنيا، فقد خدموه ضبطا وشرحا واستنباطا وتقديرا وإعزازا وإكبارا على مدى أربعة عشر قرنا سوف تتلوها إن شاء الله قرون أخرى حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ومع كل هذه لدراسات والتفسيرات والشروح المستفيضة للقرآن فإنه ما يزال كنزا لا ينفد من العلوم الربانية المنطوية في ثناياه، والتي سوف تظهر رويدا رويدا مع التعمق في بحاره والغوص وراء جواهره ولآلئه المكنونة فيه، ويقول الله تعالى في سورة فصلت آية 53:
سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق.
مراحل التفسير ومناهجه:
يمكن القول بأن علم التفسير مر بعدة مراحل كان لكل مرحلة منهاجها العلمي الموافق لأحوال الزمان والمكان للانسان وعلى مبلغ تفتح القلوب واستنارة