المسلمين ونحن في كثرة من العدد ووفرة من الموارد أن نتحد ونتعاون ونستعيد أمجادنا بأن نتعلم كل ما هيأ الله في الأرض من علم، وما يلهم به من عمل وصناعة ورقى مادي واختراع لكي نعد أنفسنا لحياتنا العصرية التي لا تتفوق فيها الأمم إلا بالايمان وبالعلم وتطبيقاته، ولدينا من الحوافز القوية من كتاب الله وسنة رسوله ما يجعلنا خير أمة أخرجت الناس.
وفى ختام هذا الباب يطيب لي أن أسجل ما سبق لي أن كتبته ونشرته في كتابي (مع الله) في باب كلام الله وهو القرآن ما يأتي بأسلوب الشعر الحر:
كلام الله يتلوه أهل الذكر على مكث فيحدون هديه أجمل ما يكون.
وهم يرددون تلاوته آناء الليل وأطراف النهار ما استطاعوا ولا يسأمون.
وكل الذين يرتلونه بفهم يحسون قدسيته فتقشعر منهم الجلود ثم تلين.
وكل الذين يتدبرون آياته يلهمون من أسراره وأهدافه أكثر وامتنع مما يعلمون.
وكل الذين يتفرغون لدراسته تنكشف لهم كنوز قيمة من العلوم والفنون وهكذا كل من يقرأ القرآن بفهم يجد فيه ينابيع من التقى تروى قلوب المؤمنين.
فتعلق يا أخي بحبل القرآن وأحرص على تلاوته وفهمه ولا تكن عنه من الغافلين لقد أنزل الله كتابه وقال له: كن لقرائك الأبرار شفاء لما في الصدور.
وكن نورا يهتدى به من يتعلمه ويحفظه ويتلوه خاشعا في مساء وبكور.
وكن أيها القن آن مذكرا بالغيب وبحقيقة الحساب يوم البعث والنشور.
وكن أيها القرآن معلما ومرشدا للناس بأن الآخرة هي دار القرار والمصير وأن هذه الحياة الدنيا متاع قليل، فلا يلههم الامل عن مآلهم بالغفلة والغرور.
وأن الله سبحانه حسيب رقيب لا يغفل عن صغير من عملهم أو كبير.
وهكذا القرآن على منوال الهدى ينسج الوعظ وعلى محور التقوى يدور.