والملاحظة الدقيقة والاستنتاج مما يرونه ويدركونه من ظاهرات الكون حولهم وتكرار حدوثها باستمرار وانتظام.
وبعد ذلك بقرون عديدة جاءت دولة العلم الحديئة بإمكانياتها الهائلة واختراعاتها المدهشة لتؤكد للعالم بأدلة مادية محسوسة على صحة بعض ما قرره العلماء والفلاسفة القدماء وذلك بعد ما تمكن العلم بوسائله المبتكرة من الوصول إلى القمر والمريخ في رحلات الفضاء التي تحدث وتتكرر على مرأى ومسمع من أهل عصرنا، وأتى رواد الفضاء بالدليل القاطع على أن القمر جزء من الأرض وأن الأرض جزء من الشمس بما أحضروه من تراب القمر وصخوره التي فحصوها وحللوها فوجدوها لا تختلف في مكوناتها وخصائصها عن تربة الأرض وصخورها وأحوالها، كما وجدوا أنها متفقة في أعمارها التي تقدر بنحو خمسة بلايين من السنين.
وقد أثبتت الأبحاث قديما وحديثا أن المجموعة الشمسية كانت كتلة واحدة، وأن الشمس انفجرت تحت تأثير عوامل مختلفة وتناثرت أجزاء منها كانت مختلفة الاحجام والأوزان وتباعدت هذه الاجزاء عن الشمس بمسافات تتناسب مع أحجامها وأوزانها، واحتفظ كل منها بحركته حول نفسه وبدورته حول الشمس في مداره الخاص ويدل على ذلك قول الله تعالى: (وكل في فلك يسبحون).
ويقرر العلم الحديث أن ملكوت الله العظيم والممتد بلا نهاية والمتسع باستمرار فيه بلايين النجوم ذات الاقدار المختلفة حجما ولمعانا وكل واحد من هذه النجوم يتفجر كما انفجرت شمسنا مكونة مجموعاتها من الكواكب الدائرة حولها، وبهذه الانفجارات الكثيرة للنجوم يتسع نطاق ملك الله، ثم إن هذه النجوم كانت أجزاء من سدم هائلة هي السحب الكونية التي كانت متصلة ثم انفصل